ثمّ دعا (عليه السّلام) عليهم قائلاً : «اللّهم
أمسك عنهم قطر السماء ، وامنعهم بركات الأرض. اللّهمّ إن متّعتهم إلى حين ففرّقهم
تفريقاً ، واجعلهم طرائق قدداً ، ولا تُرضي الولاة عنهم أبداً ؛ فإنهم دعونا
لينصرونا ثمّ عدوا علينا يقاتلونا» [١].
ورمى حرملة بن كاهل الغلام بسهم فذبحه
وهو في حجر عمّه [٢].
وبقي الحسين (عليه السّلام) على حاله لا
يستطيع الجلوس ، وأخذ ينوء برقبته ، وقد جالت الخيل حوله وتصعصعت كما يقول هاني بن
ثبيت الحضرمي ، وإذا بغلام آخر من آل الحسين يخرج مسرعاً نحوه وهو ممسك بعمود من
تلك الأبنية ؛ عليه إزار وقميص ، وهو مذعور ، يتلفت يميناً وشمالاً. فكأني أنظر
إلى درّتين في اُذنيه تذبذبان كلّما التفت ، إذ أقبل رجل يركض حتّى إذا دنا منه
مال عن فرسه ثمّ اقتصد الغلام فقطعه بالسيف. والغلام هو محمّد بن أبي سعيد بن عقيل
بن أبي طالب (عليهم السّلام) [٣].
وهناك كثير من الأطفال الذين انتصروا للحسين (عليه السّلام) ،
[١] تاريخ الطبري ج
٤ ص ٣٤٤ ، مقتل الحسين ـ عبد الرزاق المقرّم ص ٣٥٤.