فاختلف العسكر فيما بينهم ، بعضهم يقول
: اسقوه فإنّه لا ذنب له ، والآخر يقول : لا تسقوه أبداً ، ولا تبقوا من أهل هذا
البيت باقية.
عمر بن سعد : يلتفت إلى حرملة بن كاهل
الأسدي قائلاً له :
اقطع نزاع القوم يا حرملة.
حرملة : رمى الطفل بسهم فذبحه من الوريد
إلى الوريد.
الحسين (عليه السّلام) : تلقّى دم طفله
المذبوح بكفه ورمى به إلى السماء قائلاً :
«هوّن ما نزل بي أنّه بعين الله تعالى.
اللّهمّ لا يكون أهون عليك من فصيل ناقة صالح. إلهي إن كنت حبست عنّا النصر ، فاجعله
لما هو خير منه ، وانتقم لنا من الظالمين،
واجعل ما حلّ بنا في العاجل ذخيرة لنا في الآجل. اللّهمّ أنت الشاهد على قوم قتلوا
أشبه الناس برسولك محمّد (صلّى الله عليه وآله) ، فإنّهم نذروا أن لا يتركوا أحداً
من ذريّة نبيّك محمّد» [١].
وسمع (عليه السّلام) قائلاً يقول : «دعه يا
[١] مقتل الحسين ـ
عبد الرزاق المقرّم ص ٣٤٤ ، مقتل أبي مخنف ص ٨٣ ، تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٤٢.