طالباً منه الإذن
بقتال الأعداء ، فقال له (عليه السّلام) : «يا أخي ، أنت صاحب لوائي». فأعاد الطلب
ثانياً وثالثاً ، قائلاً :
«قد ضاق صدري من هؤلاء المنافقين ، واُريد
أن آخذ بثأري منهم». فأذن له الحسين. فخرج إلى القوم واعظاً ومحذّراً ، فلم تنفعهم
موعظة ولا تحذير ، فنادى بصوت عال : «يا عمر بن سعد ، هذا الحسين ابن بنت رسول
الله ، قد قتلتم أصحابه وأهل بيته ، وهؤلاء عياله وأولاده عطشى فاسقوهم من الماء ،
قد أحرق الظمأ قلوبهم».
شمر يردّ عليه قائلاً :
يابن أبي تراب ، لو كان وجه الأرض كلّه
ماء وهو تحت أيدينا لما سقيناكم منه قطرة إلاّ أن تدخلوا في بيعة يزيد [١].
ولمّا سمع مقالة الشمر لم يتمالك ، فهجم
على الفرات ، فأحاط به أربعة آلاف فارس وراجل ، ورموه بالنبال فلم يَرُعْهُ جمعهم
وعددهم فكشفهم عن الماء ، ونزل إلى الفرات بعد أن اشتدّ به العطش ،