استصرختمونا والهين [١] ، فأصرخناكم موجفين [٢] ، سللتم علينا سيفاً لنا في أيمانكم ، وحششتم [٣] علينا ناراً اقتدحناها [٤] على عدوّنا وعدوكم ، فأصبحتم ألباً [٥] لأعدائكم على أوليائكم ، بغير عدل أفشوه فيكم ، ولا أمل أصبح لكم فيهم؟ فهلاّ ـ لكم الويلات! ـ تركتمونا والسيف مشيم [٦] ، والجأش [٧] طامن [٨] ، والرأي لمّا يستصحف [٩]؟ ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدّبا ، وتداعيتم عليها كتهافت الفراش ، ثمّ نقضتموها. فسحقاً لكم [١٠] يا عبيد الأمة! وشذّاذ الأحزاب ، ونَبَذَة الكتاب ، ومحرّفي الكَلِم ، وعصبة الإثم ، ونفثة الشيطان ، ومطفئي السنن. ويحكم! أهؤلاء تعضدون وعنّا تتخاذلون؟!
[١] الوله : الحزن الذي يكاد أن يذهب بالعقل.
[٢] الوجيف : الاضطراب.
[٣] حششتم : أوقدتم.
[٤] اقتدح : حاول إخراج النار.
[٥] الألب : القوم تجمعهم عداوة واحدة.
[٦] مشيم : من شأم ، جر الشؤم.
[٧] الجأش : القلب.
[٨] ساكن.
[٩] يستصحف : يستحكم.
[١٠] أبعدكم الله عن رحمته.