وصفها المؤرخ
الإنكليزي الشهير [جيبون] بقوله : «إنّ مأساة الحسين المروّعة ، بالرغم من تقادم
عهدها ، وتباين موطنها ، لا بدّ أن تثير العطف والحنان في نفس أقل القرّاء إحساساً
وأقساهم قلباً» [١].
وأكثر من هذا ، إنّه قد روي إنّ الذين
قاتلوا رجال الثورة لم يملكوا أنفسهم من البكاء ، فهذا (عمر بن سعد) قائد الجيش
الأموي في كربلاء يبكي عندما نادته زينب بنت علي (عليها السلام) قائلة له : يابن
سعد ، أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟! فصرف وجهه عنها ودموعه تسيل على لحيته [٢].
وقيل أيضاً : إنّ الأعداء بعد قتل
الحسين (عليه السّلام) هجموا على عياله يسلبونهم وهم يبكون ، فجاء رجل إلى فاطمة
بنت الحسين وأراد سلبها وهو يبكي ، فقالت له : لماذا تسلبني إذن؟! فقال لها : أخاف
أن يأخذه غيري [٣].
[١] تاريخ العرب ـ
السيد مير علي ـ ترجمة رياض رأفت ص ٧٤ ، طبع مصر ، سنة ١٩٣٨ م.
[٢] انظر الكامل في
التاريخ ـ ابن الأثير ج ٣ ص ٢٩٥.