نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 471
وقال سفيان بن عيينة عن أبي حمزة
الثمالي : إنّ علي بن الحسين كان يحمل الخبز بالليل على ظهره يتتبع المساكين في
ظلمة الليل ، ويقول : «إنّ الصدقة في سواد الليل تطفئ غضب الربّ» [١].
وقال جرير بن عبد الحميد عن عمرو بن
ثابت : لمّا مات علي بن الحسين وجدوا بظهره أثراً ، فسألوا عنه ، فقالوا : هذا
ممّا كان ينقل الجرب بالليل على ظهره إلى منازل الأرامل.
وقال محمد بن زكريا الغلابي ، حدّثنا
عبيد الله بن محمد بن عائشة قال : حدّثني أبي وغيره أنّ هشام بن عبد الملك حجّ في
خلافة عبد الملك أو الوليد ، فطاف بالبيت وأراد أن يستلم الحجر فلم يقدر عليه من
الزحام ، فنصب له منبر ، فجلس عليه وأطاف به أهل الشام ، فبينا هو كذلك إذ أقبل
علي بن الحسين عليه إزار ورداء ، أحسن الناس وجهاً ، وأطيبهم رائحة ، بين عينيه
سجادة كأنّها ركبة عنز ، فجعل يطوف بالبيت ، فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحّى له
الناس عنه حتّى يستلمه ؛ هيبة له وإجلالاً ، فغاظ ذلك هشاماً ، فقال رجل من أهل
الشام لهشام : مَن هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة فأفرجوا له عن الحجر؟ فقال
هشام : لا أعرفه ؛ (لئلاّ يرغب فيه أهل الشام) ، فقال الفرزدق ـ وكان حاضراً ـ : ولكنّي
أعرفه. فقال الشامي : مَنْ هو يا أبا فراس؟ فقال الفرزدق قصيدته المشهورة [٢].
[١] تاريخ الإسلام ـ
للذهبي ٧ / ٤٣٣ ، حلية الأولياء ٣ / ١٣٥ ، صفوة الصفوة ٢ / ٩٦.