نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 463
ولمّا أمره هشام بن إسماعيل بن هشام بن
الوليد بن المغيرة والي عبد الملك على المدينة أن يشتم آل علي علياً عليهالسلام ، وآل الزبير عبد
الله بن الزبير ، وأبوا جميعاً وكتبوا وصاياهم ، فأمر الوالي بإرشاد أخته أن يشتم
آل علي آل الزبير وآل الزبير آل علي ، فكان الحسن بن الحسن عليهالسلام أوّل مَنْ أقيم إلى
جانب المنبر ، وكان رجلاً رقيق البشرة عليه يومئذ قميص كتّان رقيق فأمره هشام بسب
آل الزبير فامتنع ، وقال : إنّ لآل الزبير رحماً ، يا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة
وتدعونني إلى النار؟! فأمر هشام حرسياً عنده أن اضربه ، فضربه سوطاً واحداً من فوق
قميصه ، فخلص إلى جلده فسرّحه حتّى سال دمه تحت قدمه في المرمر [١].
وقيل للوليد بن عبد الملك : إنّ الحسن
بن الحسن عليهالسلام
يكاتب أهل العراق ، فكتب إلى عامله بالمدينة عثمان بن حيّان المري : انظر الحسن بن
الحسن فاجلده مئة ضربة ، وقفه للناس يوماً ، ولا أراني إلاّ قاتله. فجيء بالحسن
والخصوم بين يديه ، فقام إليه علي بن الحسين عليهالسلام
فقال : «أخي ، تكلّم بكلمات الفرج يفرّج الله عنك : لا إله إلاّ الله الحكيم
الكريم ، سبحان الله ربّ السماوات السبع وربّ العرش العظيم ، الحمد لله ربّ
العالمين». فلمّا قالها انفرجت فرجة من الخصوم ، فرآه عثمان فقال : أرى وجه رجل قد
افتُريت عليه كذبة ، خلّوا سبيله وأنا كاتب إلى أمير المؤمنين بعذره ، فإنّ الشاهد
يرى ما لا يراه الغائب. وقيل : إنّ والي المدينة كان يومئذ هشام بن إسماعيل [٢].
قال المفيد [٣] : وقبض الحسن بن الحسن عليهالسلام وله خمس وثلاثون
سنة رحمهالله
، وأخوه زيد بن الحسن حي ، ووصى إلى أخيه من أمّه إبراهيم بن محمد بن طلحة.
وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق ١١ / ١١٠
بإسناده عن مصعب قال : وتوفي الحسن بن الحسن فأوصى إلى إبراهيم بن محمد بن طلحة ، وهو
أخوه لاُمّه.
[٢] ذكره ابن عساكر
في ترجمته ١١ / ١٠٧ ، ورواه نحوه بطريق آخر لكن فيها : إنّ الوالي كان هشام بن
إسماعيل. ورواه النسائي في كلمات الفرج كما في تهذيب التهذيب.