نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 44
ثمّ الولاء لبني
اُميّة بصفتهم أولى بالنبي صلىاللهعليهوآله
وبدين إبراهيم عليهالسلام
، وأنّهم أئمّة هدى ، وأنّهم خلفاء الله وشفعاؤه في خلقه.
جدَّد وجوه الكوفيِّين العهد مع الحسين عليهالسلام بعد وفاة الحسن عليهالسلام ، وعرضوا عليه
النهوض في وجه معاوية لنقضه الشروط. أجابهم الحسين عليهالسلام
أنّ رأيه أن يكونوا أحلاس بيوتهم ريثما يموت معاوية [١] ، وطلب منهم العمل سرّاً على مواصلة
نشر الحديث النبوي الصحيح ، وتكررت لقاءاتهم مع الحسين عليهالسلام لأخذ التوجيه منه ،
وكان آخر لقاء له معهم هو قبل موت معاوية بسنة حيث جمعهم في مؤتمر سرّي تدارس فيه
معهم الخطّة بعد موت معاوية.
عيَّن معاوية ولده يزيد خليفة من بعده ،
وأخذ البيعة له من الناس ، وحاول أخذ البيعة له من وجوه كان يخشى أن لا تبايعه
بعده ، منها الحسين عليهالسلام
وعبد الله بن الزبير وغيرهما ، ولم ينجح معهم.
المعركة حول الهداية :
يتّضح من ذلك أنَّ المعركة الأساسية بين
الحسين عليهالسلام
وبين يزيد لم تكن معركة حول السلطة بل كانت حول الهداية ، نظير المعركة بين النبي صلىاللهعليهوآله وقريش لمّا بعث في
مكة حيث
[١] روى اليعقوبي في
تاريخه قال : ولمّا توفّي الحسن عليهالسلام
وبلغ الشيعة ذلك اجتمعوا بالكوفة في دار سليمان بن صرد ، وفيهم بنو جعدة بن هبيرة
، فكتبوا إلى الحسين بن علي يعزّونه على مصابه بالحسن : بسم الله الرحمن الرحيم للحسين
بن علي من شيعته وشيعة أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام
، سلام عليك ، فإنّا نحمد إليك الله الذي لا إله إلاّ هو. أمّا بعد ، فقد بلغنا
وفاة الحسن بن علي ... ما أعظم ما أصيب به هذه الأمّة عامّة ، وأنت وهذه الشيعة
خاصّة بهلاك ابن الوصي وابن بنت النبي صلىاللهعليهوآله
؛ علم الهدى ، ونور البلاد ، المرجو لإقامة الدين وإعادة سير الصالحين ، فاصبر
رحمك الله ... فإنّ فيك خلفاً ممّن كان قبلك ، وإنّ الله يؤتي رشده مَنْ يُهدى
بهديك ، ونحن شيعتك المصابة بمصيبتك ، المحزونة بحزنك ، المسرورة بسرورك ، السائرة
بسيرتك ، المنتظرة لأمرك ، شرح الله صدرك ، ورفع ذكرك ، وأعظم أجرك ، وغفر ذنبك ، وردّ
عليك حقّك.
نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 44