نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 39
في جيش علي عليهالسلام وتجمهر الأوفياء
لسنن عمر في العبادة وغيرها [١]
فحاربوه في النهروان.
استطاع معاوية أن يطوّق نهضة علي عليهالسلام ، وحُصرت عملية
إحياء سنّة النبي صلىاللهعليهوآله
ونشرها بين أهل البلاد المفتوحة في الجانب الشرقي من البلاد الإسلاميّة ، وصارت
الكوفة مركز تلك النهضة الإحيائية لسنّة النبي صلىاللهعليهوآله
والعمل بها.
[١] افتتن قسم من
المسلمين الذين في جيش علي عليهالسلام
بعد أن رفع معاوية وأصحابه القرآن داعين إلى الاحتكام إليه ، وانطلت عليهم حيلة
معاوية وعمرو بن العاص. وهذا القسم كان قد تعوَّد على السنن التي أجراها عمر وخالف
فيها الرسول ، ولم يستجيبوا للتصحيح الذي قاده علي عليهالسلام
في إحياء السنّة النبويّة ، وقد روى لنا الكليني في الكافي ٨ / ٥٩ قطعة من كلام
علي عليهالسلام
يتحدّث عن هؤلاء : «قد عملت الولاة قبلي أعمالاً خالفوا فيها رسول الله صلىاللهعليهوآله ؛ متعمّدين لخلافه
، ناقضين لعهده ، مغيّرين لسنّته ، ولو حملت الناس على تركها وحوّلتها إلى مواضعها
، وإلى ما كانت في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله
لتفرّق عنّي جندي حتّى أبقى وحدي ، أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي ، وفرض
إمامتي من كتاب الله عزّ وجل وسنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله.
أرأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم عليهالسلام
فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله
، ورددت فدك إلى ورثة فاطمة عليهاالسلام
، ورددت صاع رسول صلىاللهعليهوآله
كما كان ... ، ورددت دار جعفر إلى ورثته وهدمتها من المسجد ، ورددت قضايا من الجور
قضي بها ، ونزعت نساء تحت رجال بغير حقّ فرددتهنّ إلى أزواجهن ، واستقبلت بهنّ
الحكم في الفروج والأرحام ، ... ومحوت دواوين العطايا ، وأعطيت كما كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يعطي بالسوية ، ولم
أجعلها دولة بين الأغنياء ... وسوّيت بين المناكح ، وأنفذت خمس الرسول كما أنزل
الله عزّ وجل وفرضه ، ورددت مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلى ما كان عليه ، وسددت ما فتح فيه من الأبواب ، وفتحت ما سدّ منه ، وحرّمت المسح
على الخفّين ، وحددت على النبيذ ، وأمرت بإحلال المتعتين ، وأمرت بالتكبير على
الجنائز خمس تكبيرات ، وألزمت الناس الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ... ، وحملت
الناس على حكم القرآن ، وعلى الطلاق على السنّة ، وأخذت الصدقات على أصنافها
وحدودها ، ورددت الوضوء والغسل والصلاة إلى مواقيتها وشرائعها ومواضعها ، ... إذاً
لتفرقوا عنّي! والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلاّ في فريضة ، وأعلمتهم
أن اجتماعهم في النوافل بدعة ، فتنادى بعض أهل عسكري ممّن يُقاتل معي : يا أهل
الإسلام ، غُيّرت سنّة عمر ؛ ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوّعاً! ولقد خفت أن
يثوروا في ناحية جانب عسكري. ما لقيت من هذه الأمة ...». أقول : كلامه عليهالسلام في أواسط خلافته
قبل قصة النهروان.
نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 39