نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 339
في الأبشار ، واستصفاء
الأموال ؛ فإنَّ مَنْ له عقد أو عهد منهم سيبطئ عنه ، ولا يخف معه إلاَّ الرعاع
وأهل السواد ، ومَنْ تنهضه الحاجة استلذاذاً للفتنة ، واُولئك ممَّن يستعبد إبليس
وهو يستعبدهم ، فبادرهم بالوعيد ، واعضضهم بسوطك ، وجرِّد فيهم سيفك ، وأخف
الأشراف قبل الأوساط ، والأوساط قبل السفلة. واعلم أنَّك قائم على باب اُلفة ، وداع
إلى طاعة ، وحاضّ على جماعة ، ومشمِّر لدين الله ، فلا تستوحش لكثرتهم ، واجعل
معقلك الذي تأوي إليه ، وصغوك الذي تخرج منه الثقة بربِّك ، والغضب لدينك ، والمحاماة
عن الجماعة ، ومناصبة مَنْ أراد كسر هذا الباب الذي أمرهم الله بالدخول فيه ، والتشاح
عليه ؛ فإنَّ أمير المؤمنين قد أعذر إليه ، وقضى من ذمامه ، فليس له منزى إلى
ادّعاء هو له ظلمة من نصيب نفسه ، أو فيء ، أو صلة لذي قربى إلاَّ الذي خاف أمير
المؤمنين من حمل بادرة السفلة على الذي عسى أن يكونوا به أشقى وأضلَّ. ولهم أمر ، ولأمير
المؤمنين أعزّ وأسهل إلى حياطة الدين والذبِّ عنه ؛ فإنَّه لا يحبُّ أن يرى في
أمَّته حالاً متفاوتاً ، نكالاً لهم مفنياً ، فهو يستديم النظرة ، ويتأتى للرشاد ،
ويجتنبهم على المخاوف ، ويستجرهم إلى المراشد ، ويعدل بهم عن المهالك ، فعل الوالد
الشفيق على ولده ، والراعي الحدب على رعيته. واعلم أنَّ من حجّتك عليهم في استحقاق
نصر الله لك عند معاندتهم توفيتك أطماعهم واُعطية ذرّيتهم ، ونهيك جندك أن ينزلوا
حريمهم ودورهم ، فانتهز رضا الله فيما أنت بسبيله ؛ فإنَّه ليس ذنب أسرع تعجيل عقوبة
مَنْ بغى ، وقد أوقعهم الشيطان ، ودلاّهم فيه ، ودلَّهم عليه ، والعصمة بتارك
البغي أولى ، فأمير المؤمنين يستعين الله عليهم ، وعلى غيرهم من رعيته ، ويسأل
إلهه ومولاه ووليه أن يصلح منهم ما كان فاسداً ، وأن يسرع بهم إلى النجاة والفوز
إنَّه سميع قريب [١].
قال البلاذري : وكتب زيد إلى أهل الآفاق
كتباً يصف فيها جور بني اُميّة ، وسوء سيرتهم ، ويحضهم على الجهاد ، ويدعوهم إليه
، وقال : لا تقولوا خرجنا غضباً لكم ، ولكن قولوا خرجنا غضباً لله ودينه.
[١] تاريخ الطبري ٧
/ ١٧٠ ـ ١٧١ ، ولم يذكر الطبري مصدره الذي أخذ الرواية عنه.
نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 339