نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 331
الثغور جبنتم ، وإن أمنتم رجعتم ، وإن
خفتم نافقتم. هل استنبحكم نابح ، واستغواكم غاوٍ ، واستخفكم ناكث ، واستفزّكم عاص
إلاّ بايعتموه وتابعتموه؟ وهل شغب شاغب ، ونعب ناعب ، وظهر كاذب إلاّ كنتم أشياعه
وأنصاره؟ ثمّ يا أهل الشام ، أنا لكم كالظليم المحافظ على فراخه ، ينفي عنهنّ
القذر ، ويباعد المدر ، ويحرسهنّ من الذباب. أنتم العُدَّة والجُنَّة إنّ حارب
محارب ، وجانب مجانب [١].
وكتب : عبد الملك إلى الحجّاج : أن ادعُ
الناس إلى البيعة ، فمَنْ أقرّ بالكفر فخلّ سبيله ، إلاّ رجلاً نصب راية أو شتم
أمير المؤمنين [٢].
وأجلس مصقلة بن كرب بن رقبة العبدي إلى
جنبه ، وكان خطيباً فقال : اشتم كلّ امرئ بما فيه ممّن كنّا أحسنّا إليه ، فاشتمه
بقلّة شكره ، ولؤم عهده ، ومَنْ علمت منه عيباً فعبه بما فيه ، وصغِّر إليه نفسه ،
وكان لا يبايعه أحد إلاّ قال له : أتشهد أنّك قد كفرت؟ فإذا قال : نعم ، بايعه
وإلاّ قتله.
فجاء إليه رجل من خثعم (قد كان معتزلاً
للناس جميعاً من وراء الفرات) ، فسأله عن حاله ، فقال : ما زلت معتزلاً وراء هذه
النطفة ، منتظراً أمر الناس حتّى ظهرت فأتيتك لأبايعك مع الناس.
قال : أمتربّص؟ أتشهد أنّك كافر؟
قال : بئس الرجل أنا إن كنت عبدت الله
ثمانين سنة ، ثمّ أشهد على نفسي بالكفر!
[١] أنساب الأشراف ٧
/ ٣٤٥ ، شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ١ / ٣٤٤ ، والخطبة في البيان والتبيين ٢
/ ١٣٨ ، العقد ٤ / ١١٥ ، نهاية الإرب ٧ / ٢٤٥.