نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 258
بالنار ... قالوا : واستمرّ
الحصار إلى مستهلّ ربيع الآخر حين جاءهم نعي يزيد ، وأنّه قد مات لأربع عشرة ليلة
خلت من ربيع الأوّل [١].
وفي تاريخ الطبري وغيره : بينا حصين بن
نمير يُقاتل ابن الزبير إذ جاء موت يزيد ، فصاح بهم ابن الزبير ، وقال : إنّ
طاغيتكم قد هلك ; فمَنْ شاء منكم أن يدخل في ما دخل فيه الناس فليفعل ، فمَنْ كره
فليلحق بشامه ، فغدوا عليه يُقاتلونه.
فقال ابن الزبير للحصين بن نمير : أُدنُ
منيّ أحدّثك. فدنا منه فحدّثه فجعل فرس أحدهما يجفل (الجفل : الروث) ، فجاء حمام
الحرم يلتقط من الجفل فكفّ الحصين فرسه عنهّنّ ، فقال له ابن الزبير : ما لك؟
قال : أخاف أن يقتل فرسي حمام الحرم.
فقال له ابن الزبير : أتحرّج من هذا
وتريد أن تقتل المسلمين؟!
فقال : لا اُقاتلك ، فأذن لنا نطوف
بالبيت وننصرف عنك. ففعل.
قالوا : فأقبل الحصين بمَنْ معه نحو
المدينة.
قالوا : واجترأ أهل المدينة وأهل الحجاز
على أهل الشام ، فذلّوا حتّى كان لا ينفرد منهم رجل إلاّ أخذ بلجام دابّته ثمّ نكس
عنها ، فكانوا يجتمعون في معسكرهم فلا يفترّقون. وقالت لهم بنو اُميّة : لا تبرحوا
حتّى تحملونا معكم إلى الشام ففعلوا ، فمضى ذلك الجيش حتّى دخل الشام [٢].
[١] تاريخ الطبري ٧
/ ١٤ ـ ١٥ ، وابن الأثير ٤ / ٤٩ ، وابن كثير ٨ / ٢٢٥. قال الطبري : حدّثني عمر بن
شبة قال : حدّثنا محمد بن يحيى ، عن هشام بن الوليد المخزومي : أنّ الزهري كتب
لجدّه (أسنان الخلفاء) ، فكان فيما كتب من ذلك : ومات يزيد بن معاوية وهو ابن تسع
وثلاثين ، وكانت ولايته ثلاث سنين وستة أشهر في قول بعضهم ، ويُقال : ثمانية أشهر.