نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 183
فبعث عمر بن سعد عمرو بن الحجّاج على
خمسمئة فارس ، فنزلوا على الشريعة وحالوا بين حسين وأصحابه وبين الماء أن يسقوا
منه قطرة ، وذلك قبل قتل الحسين بثلاث. قال : ونازله عبد الله بن أبي حصين الأزدي
وعِدادُه في بَجيلة ، فقال : يا حسين ألا تنظر إلى الماء كأنّه كبد السماء؟ والله
لا تذوق منه قطرة حتّى تموت عطشاً. فقال الحسين عليهالسلام
: «اللّهمّ اقتله عطشاً ، ولا تغفر له أبداً».
قال حميد بن مسلم : والله ، لعُدْتُه
بعد ذلك في مرضه ، فوالله الذي لا إله إلاّ هو لقد رأيتُه يشرب حتّى بَغَرَ ، ثمّ
يقيء ثمّ يعود فيشرب حتّى يَبْغُرُ [١]
فما يروى ، فما زال ذلك دأبه حتّى لفظ عصبه [٢]
، يعني نفسه.
قال حميد : ولمّا اشتدّ على الحسين
وأصحابه العطش ، دعا العباس بن علي بن أبي طالب عليهالسلام
أخاه ، فبعثه في ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً ، وبعث معهم بعشرين قربة ، فجاؤوا
حتّى دنوا من الماء ليلاً ، واستقدم أمامهم باللواء نافع بن هلال الجملي ، فقال
عمرو بن الحجّاج الزبيدي : مَنْ الرجل؟ فجئ ، فقال : ما جاء بك؟ قال : جئنا نشرب
من هذا الماء الذي حلأتمونا [٣]
عنه. قال : فاشرب هنيئاً. قال : لا والله لا أشرب منه قطرة وحسين عطشان ، ومَنْ
ترى من أصحابه ، فطلعوا عليه. فقال : لا سبيل إلى سقي هؤلاء ؛ إنّما وُضِعنا بهذا
المكان لنمنعهم الماء. فلمّا دنا منه أصحابه قال لرجاله : املؤوا قِرَبكم ، فشدَّ
الرجَّالة فملؤوا قِرَبهم ، وثار إليهم عمرو بن الحجّاج وأصحابه ، فحمل عليهم
العباس بن علي ونافع بن هلال فكفَوْهم ، ثمّ انصرفوا إلى رِحالهم ، وجاء أصحاب
حسين بالقِرب فأدخلوها عليه.
قال أبو مخنف : حدّثني أبو جناب عن هانئ
بن ثبيت الحضرمي وكان قد شهد قتل الحسين ، قال : بعث الحسين عليهالسلام إلى عمر بن سعد
عمرو بن قرظة بن كعب الأنصاري : «أن
[١] بَغَر الرجل
يبغُر : إذا أكثر من شرب الماء ولم يرو لداء به.