نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 130
وكان هذا الأمر في مدينة كالشام أمراً
سهلاً لم يكلّف معاوية كثير جهد ، ولم يحبس أو يقتل من أجله أحداً ، وبخلاف ذلك
كان الأمر في الكوفة ، وهي مركز شيعة علي عليهالسلام
، حيث لم يستطع زياد أن ينجح في بناء جيش للدولة الاُمويّة إلاّ بعد بذل ما ذكرناه
من خطط ، وبعد ما قام به من قتل مثل حجر وعمرو بن الحمق الخزاعي ، ونفي مثل صعصة
بن صوحان ، وما قام به من قتلٍ على التّهم والظنّ والشبهة تحت كلّ كوكب ، وتحت كلّ
حجر ومدر ، وقطع الأيدي والأرجل منهم ، وصلبهم على جذوع النخل ، وسمل أعينهم ، وطردهم
وشردهم.
وفي ضوء هذه التربية لم يكن مستغرباً ما
صدر من جيش الشام بقيادة مسلم بن عقبة إزاء أهل المدينة بعد واقعة الحرّة ، وكذلك
ما صدر من جيش الدولة الاُمويّة في الكوفة إزاء الحسين صلىاللهعليهوآله وأصحابه ؛ وذلك
لأنّ التربية واحدة والقيادة واحدة.
روى أحمد بن أعثم في فتوحه : أنّ مسلم
بن عقبة [١]
قائد الجيش الاُموي الذي بعثه يزيد إلى مدينة الرسول صلىاللهعليهوآله
، وأباحها ثلاثة أيام للجند بعد واقعة الحرّة ، قال في وصيته عند موته : اللّهمّ
إنّك تعلم أنّي لم أعصِ خليفة قط. اللّهمّ إنّي لم أعمل عملاً أرجو به النجاة
[١] قال ابن حجر في
الإصابة : مسلم بن عقبة المري ، أبو عقبة ، الأمير من قبل يزيد بن معاوية على
الجيش الذين غزوا المدينة يوم الحرّة ، ذكره ابن عساكر وقال : أدرك النبي صلىاللهعليهوآله ، وشهد صفين مع
معاوية ، وكان على الرجّالة ، وعمدته في إدراكه أنّه استند إلى ما أخرجه محمّد بن
سعد في الطبقات عن الواقدي بأسانيده قال : لمّا بلغ يزيد بن معاوية أنّ أهل
المدينة أخرجوا عامله من المدينة وخلعوه ، وجّه إليهم عسكراً أمر عليهم مسلم بن
عقبة المري ، وهو يومئذ شيخ ابن بضع وتسعين سنة ، فهذا يدلّ على أنّه كان في العهد
النبوي كهلاً ، وقد أفحش مسلم القول والفعل بأهل المدينة ، وأسرف في قتل الكبير
والصغير حتّى سمّوه مسرفاً ، وأباح المدينة ثلاثة أيّام لذلك ، والعسكر ينهبون
ويقتلون ويفجرون ، ثمّ رفع القتل وبايع مَنْ بقي على أنّهم عبيد ليزيد بن معاوية ،
وتوجّه بالعسكر إلى مكة ليحارب ابن الزبير لتخلّفه عن البيعة ليزيد ، فعوجل بالموت
فمات بالطريق ، وذاك سنة ثلاث وستين ، واستمر الجيش إلى مكّة فحاصروا ابن الزبير
ونصبوا المنجنيق على أبي قبيس ، فجاءهم الخبر بموت يزيد بن معاوية وانصرفوا ، والقصّة
معروفة في التواريخ.
نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 130