نام کتاب : الإمام موسى الكاظم عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 9
تعالى والانقطاع
إليه ، فهو أكثر الناس عبادة لله تعالى وأعظمهم طاعة حتى لُقّب بالعبد
الصالح لشدة انقطاعه إلى ربه واجتهاده في العبادة والتقوى ، ولقب بزين
المجتهدين ؛ إذ لم يرَ أحد نظيراً له في الطاعة والعبادة ، وكان عليهالسلام
في السجن لا يفتر عن العبادة ، يحيي الليل كلّه صلاةً وقراءةً للقرآن
ودعاءً واجتهاداً ساهراً في محراب عبادته ، ويصوم النهار في أكثر الأيام ،
ولا يصرف وجهه من المحراب.
ومع أنّ الإمام عليهالسلام لم يشترك في
الميادين السياسية ولم ينضم إلى الثوار من الطالبيين ، فقد عمل العباسيون على عزله عليهالسلام
عن أتباعه ومواليه بإيداعه في ظلمات السجون حتى قضى بالسم شهيداً بأمر من
هارون اللارشيد ، وليس ثمة سبب إلاّ الخوف من دور الإمام الفاعل في الحياة
الإسلامية والغيرة من روحانية شخصيته التي تستقطب مختلف أوساط الأُمّة.
وعلى رغم ظروف الحرمان والاضطهاد
والتضييق والعذاب النفسي والجسدي ، فقد واجه كل تلكم المآسي بعزم ثابت وإرادة صلبة وتصميم راسخ ، فكان عليهالسلام
مثالاً للصبر والإصرار والتحدّي ، حتى سُمّي الكاظم لما تحمل من صعاب وما
كظم من غيظ عما فعله الظالمون به حتى مضى شهيداً في حبسهم ، وكان في السجن
سيد الصابرين الذي يشكر خالقه ، لأنه لبّى دعاءه ففرغه لعبادته والانقطاع
لطاعته بقوله : « اللّهمّ إنك تعلم
أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك ، اللّهمّ وقد فعلت ، فلك الحمد »[١]. ومع محيط
السجن القاهر كان عليهالسلام
يمتلك امتداداً روحياً عظيماً في الواقع الإسلامي.
ما قدمناه قبس من حياة إمامنا الكاظم عليهالسلام ، أما بعد شهادته
فانه يعرف