وناظر بريهة النصراني هشام بن الحكم ، وكان
يطلب الإسلام ويطلب من يحتج عليه ممن يقرأ كتبه ويعرف المسيح بصفاته
ودلائله وآياته ، وعرف بذلك حتى اشتهر في النصارى والمسلمين واليهود
والمجوس ، وافتخرت به النصارى ، وكان طالباً للحق والإسلام ، وكانت معه
امرأة تخدمه ، فجاب بريهة البلدان حتى جاء إلى دكان هشام في الكرخ فناظره
حتى أفحم بريهة ، ثم طلب منه أن يصحبه إلى الصادق عليهالسلام
، فلقوا موسى بن جعفر عليهماالسلام
، فحكى له هشام الحكاية ، فلما فرغ قال عليهالسلام
لبريهة النصراني : « كيف علمك بكتابك ؟
، قال : أنا عالم به وبتأويله ، قال : فابتدأ موسى عليهالسلام
يقرأ الإنجيل ، فقال بريهة : والمسيح لقد كان يقرأها هكذا ، وما قرأ هكذا
إلاّ المسيح ، إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك ، فآمن على يديه وحسن
إيمانه ، وآمنت المرأة وحسن إيمانها ، فلزم بريهة أبا عبد الله عليهالسلام
حتى مات أبو عبد الله عليهالسلام
، ثم لزم موسى بن جعفر عليهماالسلام
حتى مات في زمانه ، فغسله بيده وكفنه بيده ولحده بيده ، وقال : هذا
حواري من حواريي المسيح ، يعرف حق الله عليه » [٢].