وعاد الإمام عليهالسلام إلى المدينة مع
حلول الظلام فالتقاه أبو خالد الزبالي ، فاذا هو على بغلة أمام القطار ، فسلم عليه وسرّ بمقدمه وهنأه بالسلامة ، فقال عليهالسلام : « يا
أبا خالد ، ان لهم إليّ عودة لا أتخلص منها
» [٢]. وستكون تلك
العودة إلى أرض العراق في زمن الرشيد وبالتحديد سنة ( ١٧٩ ه ).
٣ ـ موسى الهادي ( ١٦٩ ـ ١٧٠ ه )
هو موسى بن محمد المهدي بن المنصور ، استبدت
أمه الخيزران بالأمر في زمانه ، وأراد خلع أخيه هارون من ولاية العهد
وجعلها لابنه جعفر ، فلم ترض أمه ذلك فزجرها ، فأمرت جواريها أن يقتلنه
فخنقنه في النصف من ربيع الأول أو الآخر سنة ( ١٧٠ ه ) [٣].
موقفه من الطالبيين
وقع الطالبيون تحت وطأة ظلم صارخ ووحشية
مروعة في زمانه ، فقد ذكر المؤرخون أن الهادي ألحّ في طلب الطالبيين ،
وأخافهم خوفاً شديداً ، وقطع ما كان المهدي يجريه لهم من الأرزاق
والاُعطيات ، وكتب إلى الآفاق في طلبهم وحملهم ، وأسرف في سفك دمائهم ،
فقتل أيام حكمه الحسين بن علي صاحب فخ وجماعة من أهله منهم : عبد الله بن
إسحاق بن إبراهيم بن الحسن ، وسليمان ابن عبد الله بن الحسن ، وضرب أعناق
الأسرى صبراً ، منهم الحسن بن محمد ابن عبد الله بن الحسن.
وبلغ من حقد موسى الهادي على أهل بيت النبوة
أنه كان علي بن الحسين