نام کتاب : الإمام موسى الكاظم عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 35
كلامه على الخوارج.
ج ـ الزنادقة
استفحلت حركة الزندقة في هذا العصر
وتعددت مقولات الزنادقة ، فمنهم من يقول بالتناسخ وأزلية العالم أو قدم
الدهر ، ومنهم من يقول بالثنوية كالمانوية والمزدكية ، ويتوسع الحكام في
هذا المصطلح فيطلقونه على كل شاك أو ضال أو ملحد ، وعلى من يبطن الكفر
ويظهر الايمان أو لا يتمسك بشريعة ، وقد يتهم المرء أحياناً بالزندقة
بدوافع سياسية أو شخصية المراد منها تصفية الخصوم.
وممن قُتلوا على الزندقة محمد بن أبي
العوجاء ، قتله العباس بن محمد أخو المنصور سنة ( ١٥٥ ه ) ، وقُتل فيها الشاعر حماد عجرد [١]. وفي سنة ( ١٦١ ه ) خرج رجل يقال له المقنع [٢]
بخراسان ، وكان يقول بالتناسخ ، واتبعه على ذلك خلق كثير ، وفي سنة ( ١٦٣
ه ) حوصر بعد قتال طويل في قلعة كش ، فلما أحس بالغلبة تحسّى سماً وسمّ
نساءه فماتوا جميعاً [٣].
وفي سنة ( ١٦٧ ه ) ألحّ المهدي في طلب
الزنادقة وقتلهم حتى قتل خلقاً كثيراً منهم صبراً بين يديه ، منهم كاتبه
صالح بن أبي عبيد الله قتله مع أبيه ولم يكن أبوه زنديقاً ، وبشار بن برد
الشاعر الذي وشى الوزير إلى المهدي أنه هجاه وقذفه ، وصالح بن عبد القدوس [٤].
وفي سنة ( ١٦٩ ه ) شرع الهادي في تطلب
الزنادقة من الآفاق فقتل منهم طائفة كثيرة. منهم يعقوب بن الفضل الهاشمي ،
اتهمه المهدي العباسي بالزندقة وحبسه ، فلما مات المهدي قتله الهادي سنة (
١٦٩ ه ) [٥].
[١]
البداية والنهاية ١٠ : ١٢١ ، وقيل : إن حماداً قتل سنة ( ١٥٨ ه ) ، وقيل : سنة
(١٦١ ه ).
[٢]
قال ابن خلكان : كان اسم المقنع عطاء ، وقيل : جكيم ، والأول أشهر.