نام کتاب : الإمام موسى الكاظم عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 150
كَانُوا)[١] ، وهو الأول الذي لا شيء قبله ، والآخر الذي
لا شيء بعده ، وهو القديم وما سواه مخلوق محدث ، تعالى عن صفات المخلوقين علواً كبيراً
» [٢].
وعن محمد بن حكيم ، قال : « كتب أبو
الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام
إلى أبي : إن
الله أعلى وأجل وأعظم من أن يبلغ كنه صفته ، فصفوه بما وصف به نفسه ، وكفوا عما سوى ذلك » [٣].
ففي هذين الحديثين نجد أن الإمام عليهالسلام
يريد أن يؤكد حقيقة
عدم قدرة البشر على معرفة الله في صفاته إلاّ من خلاله ، وأنه لا يعرف الله
إلاّ هو ، فهو الذي أحاط بذاته ولم يحط بذاته أحد سواه إلاّ من خلاله ،
لأن الله سبحانه هو المطلق الذي لا حدود لأية صفة من صفاته ، وعلى هذا
الأساس فإن المحدود مهما كانت عظمته لا يستطيع أن يدرك كنه الخالق ، وإذا
أراد أن يعرف الله في صفاته فعليه أن لا يتجاوز ما وصف به نفسه ، فإن ما
وصف به نفسه هو الذي يمكن لنا أن نطل من خلاله على الحقيقة الكامنة في صفات
الله ، وإلاّ فقد يصفه من خلال ما يتوهمه ويتخيله فيقول ما لا يرضي الله.
نفي التشبيه والتجسيم
كان الجدل يدور في صفات الله تعالى بين
المعطلة والمشبهة ، فيذهب المعطلة إلى استحالة معرفة الله تعالى على العقول
، بينما ينسب المشبهة أو المجسمة
الصفات البشرية إلى الذات الإلهية ، ويتطاولون إلى حدّ القول بأن الله
سبحانه ينزل إلى السماء الدنيا على حمار بصورة شاب أمرد تقدّس وتعالى عن
ذلك ، الأمر الذي نفاه الإمام الكاظم عليهالسلام
بشدة على ما سيأتي ، إذ ان منهج الأئمة عليهمالسلام