نام کتاب : الإمام موسى الكاظم عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 116
جواسيس ينظرون إلى
من اتفقت شيعة جعفر عليه فيضربون عنقه ، فخفت أن يكون منهم » [١].
من هنا فإن هذه الوصية أسهمت في الحفاظ
على حياة الإمام عليهالسلام
واخفات الأضواء عليه في أيام المنصور العباسي على الأقل ، لأنه كان عازماً على قتل وصي الصادق عليهالسلام
، وقد حققت تلك الوصية مراد الإمام الصادق عليهالسلام
، بما لا يتحقق بقراع الأسنّة.
أبعاد الوصية ورمزيتها
عرفنا أن الوصية لأكثر من واحد ، ما هي
إلاّ تدبير من قبل الإمام الصادق عليهالسلام
للحفاظ على حياة وصيه ، وعلى الرغم من صراحة ذكر الأسماء فيها إلاّ أنه كان
بعض الأصحاب يدرك المغزى الحقيقي وراءها ، لأن الإمام لا يوصى إلاّ إلى
واحد ، كما هو معهود ، فلما أوصى إلى أكثر من واحد ، تأملوا معنىً رمزياً
وبعداً موحياً من خلال النص.
فقد روى داود بن كثير الرقي قال : « أتى
أعرابي إلى أبي حمزة ، وكان جالساً في لمّة من أصحابه ، فسأله خبراً ، فقال : توفي جعفر الصادق عليهالسلام
، فشهق شهقة وأغمي ، فلما أفاق قال : هل أوصى إلى أحد ؟ قال : نعم ، أوصى
إلى ابنه عبد الله وموسى وأبي جعفر المنصور ، فضحك أبو حمزة وقال : الحمد
لله الذي هدانا ولم يضلنا ، بيّن لنا عن الكبير ، ودلّنا على الصغير ،
وأخفى عن أمر عظيم ، فسئل عن قوله فقال : بيّن عيوب الكبير ، ودلّ على
الصغير بأن أدخل يده مع الكبير ، وستر الأمر الخطير بالمنصور ، لأنه لو سأل
المنصور عن الوصي لقيل : أنت » [٢].