نام کتاب : الإمام عليّ الهادي عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 80
الإمام عليهالسلام وتعظيمه إلى حاشية المتوكل في بغداد
وسامراء.
وتتجلّى مظاهر الحب والتعظيم أيضا في
تشوّق الناس من أهالي بغداد إلى الإمام واجتماعهم لرؤيته ، مما اضطرهم إلى دخول
البلد ومغادرته في الليل ، فقد جاء في تاريخ اليعقوبي أنه لما كان في موضع يقال له
الياسرية نزل هناك ، وركب إسحاق بن إبراهيم الطاهري لتلقيه ، فرأى تشوق الناس إليه
واجتماعهم لرؤيته ، فأقام إلى الليل ، ودخل به في الليل ، فأقام ببغداد بعض تلك
الليلة ثم نفذ إلى سرّ من رأى[١].
في سامراء
حينما وصل ركب الإمام عليهالسلام إلى سامراء تقدّم المتوكل بأن يُحجَب
عنه في يومه ، واُنزل في خان يُعرَف بخان الصعاليك ، فأقام فيه يومه ، وقد استطاع
أحد محبيه من زيارته في ذلك الخان وهو صالح بن سعيد.
روى ثقة الاسلام الشيخ الكليني وغيره
بالاسناد عن محمد بن يحيى ، عن صالح بن سعيد قال : « دخلت على أبي الحسن عليهالسلام فقلت له : جعلت فداك في كل الامور
أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك حتى انزلوك هذا الخان الأشنع ـ خان الصعاليك؟! ـ
فقال : هاهنا أنت يا ابن سعيد؟! ثم أومأ بيده وقال : انظر فنظرت ، فإذا أنا بروضات
أنفات وروضات باسرات فيهن خيرات عطرات وولدان كأنهم اللؤلؤ المكنون وأطيار وظباء
وأنهار تفور ، فحار بصري وحسرت عيني ، فقال : حيث كنا فهذا لنا عتيد ، لسنا في خان
الصعاليك » [٢].