نام کتاب : الإمام عليّ الهادي عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 30
من فيها ، وأحرقوا
أحد الجسرين وقطعوا الآخر ، ونهبوا أماكن متعددة[١].
وفي سنة ٢٥١ ـ ٢٥٢ هـ جرت فتنة شنعاء في
بغداد ، وذلك لأن المستعين هرب إلى بغداد بعد أن شغب عليه القادة الترك ، فأخرج
المشغبون المعتزّ من سجن الجوسق وبايعوه بالخلافة ، فكانت الحروب سجالاً بينهما ، وقد
انتهت بحصار جيش المعتز بقيادة أخيه الموفق وكلباتكين التركي لبغداد ، ودام الحصار
أشهرا اشتدّ فيها البلاء وكثر القتل والحرق والسلب ، وجهد أهل بغداد من غلاء
الأسعار وانتشار الأمراض حتى انتهى الأمر بتنازل المستعين عن الخلافة وخلعه نفسه
وبيعته للمعتز[٢].
وتعرضت الموصل لفتن كثيرة ، ففي سنة ٢٥٣
هـ حدثت فيها أعمال النهب والقتل ... ثم تكرر المشهد في السنوات التالية بسبب تعسف
العامل عليها ـ وهو اذكوتكين التركي ـ الذي أساء السيرة في الناس ، وأظهر الفسوق ،
وفعل المنكرات ، وأخذ الأموال ، فقاتلوه وأخرجوه من الموصل ونهبوا داره[٣].
٢ ـ استقلال الأطراف
وكثرة المتغلّبين
نتيجة لتدهو الأوضاع السياسية وضعف
الدولة العباسية كثيرا في هذا العصر فقد استقلت بعض أطراف الدولة وكثر المتغلّبون
عليها.
ففي سنة ٢٥٤ ، استقلت مصر بسيطرة الأسرة
الطولونية ، وكان أولهم أحمد ابن طولون وهو من الأتراك ، واستغنى مدّة ملكه على
مصر عن الارتباط
[١] الكامل في
التاريخ ٦ : ١٥٣ ، البداية والنهاية ١١ : ٣.
[٢] الكامل في
التاريخ ٦ : ١٦٤ ـ١٧٠ ، البداية والنهاية ١١ : ٧.