نام کتاب : الإمام عليّ الهادي عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 22
والكتاب حينما
يتعرضون للاقالة ، فحينما سخط المعتصم على وزيره أبي العباس الفضل بن مروان وبطش
بجماعة من أصحابه ، استصفى أموالهم ، فأخرجوا من داره مالاً عظيماً[١].
وسار الواثق على هذه السياسة ، ففي سنة
٢٢٩ بطش بالكتاب وأخذ منهم أموالاً عظيمة جداً ، وأمر بعقوبة أصحاب الدواوين
وضربهم واستخلاص الأموال منهم ، لظهور خياناتهم وإسرافهم في أمورهم ، فمنهم من ضرب
ألف سوط وأكثر من ذلك وأقل ، ومنهم من أخذ منه ألف ألف دينار ، وضرب أحمد ابن أبي
إسرائيل ، وأخذ منه ثمان مئة ألف دينار ، ومن سليمان بن وهب أربع مئة ألف دينار ، وأخذ
من أحمد بن الخصيب ألف ألف دينار[٢].
وكل ذلك وغيره يحكي عن مدى الاستئثار والفساد الذي تعاني منه السلطة وجهازها
الاداري.
ثالثا ـ تدخل الأتراك في مقاليد الحكم
السمة الغالبة في هذا العصر هي ازدياد
تحكم الاتراك والفراغنة والمغاربة وغيرهم من الموالي في تسيير شؤون الدولة والحرب
وتدخّلهم في مقاليد الحكم ، وازداد مع ذلك الظلم والتعسف ، وكان أول ذلك في عصر
المعتصم الذي اهتم منذ توليه الحكم سنة ٢١٨ هـ باقتناء الترك ، فبعث إلى سمرقند
وفرغانة والنواحي في شرائهم وبذل فيهم الأموال ، وألبسهم أنواع الديباج ومناطق
الذهب ، فلما كثر عسكره ضاقت عليه بغداد ، وتأذى بهم الناس حيث كانوا