نام کتاب : الإمام عليّ الهادي عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 198
وفي هذا كلام دقيق
لمن يذهب إلى تحريره ودقته ، وإلى هذا ذهبت الأئمّة المهتدية من عترة الرسول صلىاللهعليهوآله ، فإنهم قالوا : لو فوض إليهم على جهة
الاهمال لكان لازماً له رضا ما اختاروه ، واستوجبوا منه الثواب ولم يكن عليهم فيما
جنوه العقاب إذا كان الاهمال واقعاً.
وتنصرف هذه المقالة على معنيين : إما أن
يكون العباد تظاهروا عليه فألزموه قبول اختيارهم بآرائهم ضرورة ، كره ذلك أم أحب ،
فقد لزمه الوهن ، أو يكون جل وعز عجز عن تعبدهم بالأمر والنهي على إرادته كرهوا أو
أحبوا ، ففوض أمره ونهيه إليهم ، وأجراهما على محبتهم ، إذ عجز عن تعبدهم بإرادته
، فجعل الاختيار إليهم في الكفر والايمان.
مثال على التفويض
ومثل ذلك مثل رجل ملك عبداً ابتاعه
ليخدمه ، ويعرف له فضل ولايته ، ويقف عند أمره ونهيه ، وأدعى مالك العبد أنه قاهر
عزيز حكيم ، فأمر عبده ونهاه ووعده على اتباع أمره عظيم الثواب ، وأوعده على
معصيته أليم العقاب ، فخالف العبد إرادة مالكه ، ولم يقف عند أمره ونهيه ، فأي أمر
أمره ، وأي نهي نهاه عنه ، لم يأته على إرادة المولى ، بل كان العبد يتبع إرادة
نفسه واتباع هواه ، ولا يطيق المولى أن يرده إلى اتباع أمره ونهيه والوقوف على
إرادته ، ففوض اختيار أمره ونهيه إليه ، ورضى منه بكل ما فعله على إرادة العبد لا
على إرادة المالك ، وبعثه في بعض حوائجه ، وسمى له الحاجة ، فخالف على مولاه ، وقصد
لارادة نفسه واتبع هواه ، فلما رجع إلى مولاه نظر إلى ما أتاه به ، فإذا هو خلاف
ما أمره به ، فقال له : لم أتيتني بخلاف ما أمرتك؟ فقال العبد : اتكلت على تفويضك
الأمر إلي ، فاتبعت
نام کتاب : الإمام عليّ الهادي عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 198