نام کتاب : الإمام عليّ الهادي عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 19
ولم يشذّ عن هذه السيرة أغلب خلفاء هذا
العصر ، فقد ذكر المؤرخون عن المستعين : انه كان متلافا للمال مبذرا ، فرّق
الجواهر وفاخر الثياب ، واختلّت الخلافة بولايته واضطربت الاُمور[١].
وذكروا أنّ اُمّ المهتدي محمد بن الواثق
، التي ماتت قبل استخلافه ، أنّها كانت تحت المستعين ، فلمّا قُتل المستعين صيّرها
المعتزّ في قصر الرصافة الذي فيه الحرم ، فلمّا ولي المهتدي الخلافة قال يوما
لجماعة من الموالي : أمّا أنا فليس لي اُمّ أحتاج لها إلى غلّة عشرة آلاف ألف في
كلّ سنة لجواريها وخدمها والمتصلين بها ... [٢].
وسرى الترف في البلاط الى الملبس
والزينة والتجميل ، وطغى هذا اللون من الترف على النساء والمخنثين ، سيما نساء
وجواري الخلفاء ومواليهم ، والأمثلة على ذلك يطول بذكرها المقام ، وهي تحكي عن حجم
التبذير في بيوت الأموال والإسراف في النفقات الخاصة على حساب الأغلبية المحرومة ،
وكان من نتائج ذلك أن ابتعد الخليفة عن الرعية وأهمل شؤونهم فكرهه غالبية الناس.
قال ابن كثير في حوادث سنة ٢٤٩ ـ خلافة
المستعين ـ : قد ضعف جانب الخلافة ، واشتغلوا بالقيان والملاهي ، فعند ذلك غضبت
العوام من ذلك[٣].
ثانيا ـ استحواذ رجال السلطة على الأموال العامة
السمة الغالبة في حياة سلاطين هذا العصر
ومن سار في ركابهم من القادة والولاة والامراء والقضاة هي الاستئثار ببيت المال وتسخير
الأموال العامة