نام کتاب : الإمام عليّ الهادي عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 156
بمجموعها على أنه عليهالسلام كان أعلم أهل زمانه وأرجحهم كفة بلا
خلاف.
نبوغه المبكر
ذكر الرواة بوادر كثيرة من ذكائه ، كان
منها أن المعتصم بعد شهادة الامام الجواد عليهالسلام
عهد إلى عمر بن الفرج الرخجي أن يشخص إلى يثرب ليختار معلماً لأبي الحسن الهادي عليهالسلام ، وقد عهد إليه أن يكون المعلم معروفاً
بالنصب والانحراف عن أهل البيت عليهمالسلام
ليميل به عن نهجهم حسب اعتقاده ، فاختار أبا عبد الله الجنيدي الذي وقف ذاهلاً
أمام نبوغه وتفوقه ، حيث كان يملي على المعلم بما فيه استفاده له ، وأذعن المعلم
بأنه يتعلم منه ولا يعلمه كما يظن الناس ، وانه عليهالسلام
خير أهل الأرض وأفضل من خلق الله تعالى ، وأخيراً قال بإمامته وعرف الحق وقال به.
روى المسعودي بإسناده عن الحميري ، عن
محمد بن سعيد مولى لولد جعفر بن محمد ، قال : « قدم عمر بن الفرج الرخجي المدينة
حاجاً بعد مضي أبي جعفر الجواد عليهالسلام
فأحضر جماعة من أهل المدينة والمخالفين المعادين لأهل بيت رسول الله عليهمالسلام ، فقال لهم : ابغوا لي رجلاً من أهل
الأدب والقرآن والعلم ، لا يوالي أهل هذا البيت ، لأضمّه إلى هذا الغلام وأوكله
بتعليمه ، وأتقدم إليه بأن يمنع منه الرافضة الذين يقصدونه. فأسموا له رجلاً من
أهل الأدب يكنى أبا عبد الله ، ويعرف بالجنيدي ، وكان متقدماً عند أهل المدينة في
الأدب والفهم ، ظاهر الغضب والعداوة.
فأحضره عمر بن الفرج وأسنى له الجاري من
مال السلطان ، وتقدم إليه بما أراد ، وعرفه أن السلطان أمره باختيار مثله وتوكيله
بهذا الغلام ، قال : فكان الجنيدي يلزم أبا الحسن عليهالسلام
في القصر بصريا ، فإذا كان الليل أغلق الباب
نام کتاب : الإمام عليّ الهادي عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 156