نام کتاب : الإمام الحسين في حلّة البرفير نویسنده : سليمان كتّاني جلد : 1 صفحه : 29
الأساس
لا يُمكن أنْ يكون للقضيَّة غير هذا
الأساس ، لقد كانت القضيَّة مُطلقة مرماها وجوهرها ، فهي ما تناولت تنظيماً
عاديَّاً مِن شؤون الهندسة ، كإنشاء بيت ، أو إنشاء قصر ، ينزل في الوحدة الصغيرة
عائلة مسكينة ، وفي الوحدة الأُخرى أمير له ثَراء وجاه سلطان ، إنَّما تناولت
شأناً حياتيَّاً آخر ، له مِن الحقيقة والشمول ، تصميم وتركيز في عمليَّة بناء
الفرد بناءً إنسانيَّاً ، مُجتمعيَّاً ، تتحقَّق به الغايات الشريفة في الحياة ، فلا
بيت ينشأ والقضيَّة هذه هي المطروحة فوق البساط ، ولا قصر ينشأ أيضاً ، وتكون لهما
حقيقة الثبات ، ما لم تحفر أساسيهما عناية القضيَّة الكبيرة ، التي تُركِّز نظرة
الإنسان على الحقيقة الصادقة فيه ، فيبني مُجتمعاً صادقاً يصون فعاليَّاته
الفرديَّة الإنسانيَّة المُتحوِّلة ـ حتماً ـ إلى مُجتمع سليم منيع ، وعندئذ يكون
له البيت ، والقصر ، والمُتعة بالعمران. إنَّ الأُمَّة الصادقة ، هي الأُمَّة
المنيعة ، لا يدعمها في مناعتها إلا الحقُّ ، والصواب ، نظافة العقل ، والروح ، وهي
كلُّها ـ في العدل والمُساواة ـ وحدة عظيمة يجدها الإنسان في ضلوع المُجتمع.
تلك هي القضيَّة ، إنَّها حشو الأساس ، وإنَّها
هي البيت الذي سكن فيه باعث الرسالة ، وإنَّها هي الأساس الذي تقوم عليه جدران هذا
البيت الذي هو ـ بكلِّ مُحيطه ـ بيت الأُمَّة في حقيقة الرمز.
أيكون أهل هذا البيت ملموحين حِجارة في
الأساس؟ إنَّ للمنطق إصبعاً تستقيم بها الإشارة ، وإنَّ للقضيَّة تعييناً تتوضَّح
دلالته إلى المقلع المرصوص بصلابة الصوان ، وإنَّ للحقيقة عيناً لم يدعَج بها
إلاَّ عليُّ بن أبي طالب ، وهي ترنو إليه بأنَّه مِن المقلع المُمتاز ، الذي يصحُّ
به رصف الأساس.
نام کتاب : الإمام الحسين في حلّة البرفير نویسنده : سليمان كتّاني جلد : 1 صفحه : 29