نام کتاب : الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : العذاري، السيد سعيد كاظم جلد : 1 صفحه : 63
مرّات ، حتى أنّه
يعطي الخفّ ويمسك النعل » [١].
وهذا ما قاله علي بن يزيد بن جدعان أيضاً [٢].
وقال سعيد بن عبد العزيز : « سمع الحسن بن علي رجلاً إلى جانبه يسأل الله أن يرزقه عشرة آلاف درهم ، فانصرف ، فبعث بها إليه » [٣].
وقال القاسم بن الفضل الحدّاني : « حدّثنا أبو هارون قال : انطلقنا حجّاجاً ، فدخلنا
المدينة ، فدخلنا على الحسن ، فحدّثناه بمسيرنا وحالنا ، فلما خرجنا بعث إلى كل
رجل منّا بأربعمائة فرجعنا فأخبرناه بيسارنا ، فقال : لاتردّوا عليّ معروفي فلو كنت
على غير هذه الحال كان هذا لكم يسيراً ، إنّ الله يباهي ملائكته بعباده يوم عرفة » [٤].
٥ ـ البلاغة والفصاحة :
من الصفات المحبّبة لدى القائد أن يكون بليغاً وفصيحاً في أقواله وكلماته
التي يخاطب بها العقول ، والمشاعر ؛ لتنفتح أمام الحقائق وأنوار الهداية.
وهي ضرورية في استجاشة عناصر الخير والصلاح ، ومطاردة عناصر الشر والانحراف
، واستثارة حالة الحذر من مزالق الشيطان والنفس الأمّارة بالسوء ، وكان
الإمام الحسن عليهالسلام
أفضل الناس بلاغة وفصاحة في زمانه ؛ يحث الناس من خلالها على تبني المفاهيم السليمة وممارسة القيم الصالحة. وكان عليهالسلام
يمارس الخطاب البليغ والفصيح لتحريك العقل الجمعي وتوجيهه الوجهة الصالحة.
وفي هذا يقول ابن كثير : « وكان علي [ صلوات الله عليه ] يكرم الحسن
اكراماً زائداً ويعظمه ويبجله ، وقد قال له يوماً : يا بني ألا تخطب حتى
أسمعك ؟ فقال : إنّي أستحي أن أخطب وأنا أراك ، فذهب علي فجلس حيث لايراه
الحسن ، ثم قام الحسن في الناس خطيباً وعليّ يسمع ، فأدّى خطبة بليغة فصيحة
، فلما انصرف جعل عليّ يقول : (ذُرِّيَّةً
بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ