نام کتاب : الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : العذاري، السيد سعيد كاظم جلد : 1 صفحه : 38
العمرية ) فأقرّ بني
أمية ومنهم معاوية وجمع له الشام كلّها ، فكان أميراً عشرين سنة [١].
وبهذا الاستخلاف أقام معاوية جيشاً قوياً استطاع من خلاله التمرّد على خلافة الإمام علي عليهالسلام
، ومن بعده خلافة الإمام الحسن عليهالسلام
، واستولى على الخلافة بالترغيب والترهيب والتآمر فحولها إلى ملك يتوارثه الأبناء عن الآباء وعلى أثرها عاش أهل البيت عليهمالسلام
قتلاً وتشريداً ، وحرّف الحكّام السيرة النبوية وأحلّوا حرام الله وحرّموا
حلاله ، وأفسدوا أوضاع وأحوال وأخلاق وعقائد المسلمين. وهكذا فإنّ اعتراض
الإمام الحسن عليهالسلام
على عمر لم يكن اعتراضاً ساذجاً بل كان اعتراضاً رسالياً ينظر إلى المستقبل نظرة ثاقبة ، تعبر عن حرصه عليهالسلام على مستقبل الرسالة ومستقبل الأمّة الإسلامية بل مستقبل الإنسانية جمعاء.
التفاني
من أجل الإسلام :
إنّ إزاحة أهل البيت عليهمالسلام عن مناصبهم في
قيادة وإدارة الحكومة ؛ لم يكن عائقاً لهم في تقييم أعمال السلطة ونشاطاتها وتوجيهها نحو الاستقامة على منهج رسول الله صلىاللهعليهوآله
وثوابت القرآن الكريم ؛ لأنّهم ينطلقون من المصلحة الإسلامية العليا
متعالين على المصالح الأخرى وإن كانت على مستوى عظيم وهو الخلافة والإدارة
السياسية المباشرة ؛ لأنّ بقاء الإسلام وبقاء الكيان الإسلامي أهمّ الأمور
بنظر أهل البيت عليهمالسلام
، وقد وقف الإمام علي عليهالسلام
مرشداً وموجهاً للحكّام المتعاقبين كلما استطاع إلى ذلك سبيلاً خصوصا في
القضايا التي يعجزون عن توجيهها أو إدارتها أو انجازها ، واعترف عمر بن
الخطاب بهذه الحقيقة قائلاً : « لولا عليّ لهلك عمر » [٢].
فقد أسهم الإمام عليهالسلام
في حلّ المسائل القضائية والسياسية المستعصية ، وكان عليهالسلام
يشرك الإمام الحسن عليهالسلام
في هذا الحلّ لتبيان