نام کتاب : الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : العذاري، السيد سعيد كاظم جلد : 1 صفحه : 18
يبايعنا على الموت ،
ولكن بايعنا على أن لا نفرّ » [١].
ولا فرق كبير بين
الاثنين ، فمن يبايع على الموت يكون قد بايع على عدم الفرار ؛ لأنّ الإنسان
غالباً ما يفرّ من المعركة إن أصابه الخوف من الموت ؛ فهي بيعة على الجهاد
والثبات والتضحية.
وقد شارك كبار الصحابة في هذه البيعة
كما شارك في البيعة جمع من الصحابة الشباب ، ولم يشارك من صغار السنّ إلاّ الحسن والحسين عليهماالسلام كما ورد في قول الإمام محمد الجواد عليهالسلام
مخاطباً المأمون والعباسيين في أحد المجالس : « أما علمتم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله
افتتح دعوته بدعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
وهو ابن عشر سنين ، وقبل منه الإسلام وحكم له به ، ولم يدع أحدا في سنّه غيره. وبايع الحسن والحسين عليهماالسلام
وهما ابنا دون الستّ سنين ، ولم يبايع صبيّاً غيرهما ... » [٢].
وبيعتهما لرسول الله صلىاللهعليهوآله
تعبّر عن النضوج والمعرفة الرشيدة والإرادة الصلبة لمن يحسنون اليقين بالله
تعالى والتوكّل عليه والاتّجاه نحوه ، ويحسنون العمل والسلوك والتصرّف مع
القائد ومع المسلمين ، وتعبّر تلك البيعة عن الشجاعة الفائقة والثبات
المنقطع النظير على تكاليف الرسالة ؛ وهي ليست بيعة يراد منها التشجيع ،
ولا بيعة عاطفية ؛ بل هي بيعة رسالية حقيقية بين القائد وأتباعه لا بين
الجدّ وأحفاده ، وهي بيعة يراد منها توجيه أنظار وعقول المسلمين إلى عظم
شخصية الحسن والحسين عليهماالسلام
وإلى دورهم الريادي في المجتمع الإنساني ؛ لأنّ ما يصدر عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
لا يكون عبثاً بل حكمة يراد منها أمر هام في حياة المسلمين.
شهادة الإمام الحسن عليهالسلام على كتاب ثقيف :
كتب رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلى ثقيف كتاباً بيّن فيه بعض الأمور المتعلّقة بحقوقهم ، وقد جاء فيه : «
هذا كتاب