التربية والتعليم :
التربية والتعليم من المسؤوليّات العظيمة التي تساهم في إعداد الإنسان
للدخول في الحياة الاجتماعية ؛ ليكون عنصراً فعّالاً في إصلاحها وبنائها ،
والأسرة هي نقطة البدء التي تتبنّى إنشاء وتنشئة الشخصية بجميع مقوّماتها :
الفكرية والعاطفية والسلوكية ، وهي نقطة البدء المؤثّرة في جميع مراحل
الحياة إيجاباً وسلباً ؛ وفي مقامنا هذا نجد إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله
قد أدّى مسؤوليّته في أسرته ومجتمعه ؛ فقد ربّى هذه الأسرة الكريمة على
أساس مفاهيم وقيم القرآن ، وقد أبدى عناية تربوية وتعليمية استثنائية
وعظيمة لعظم الشخصّيات المراد تربيتها وتعليمها لأنّها عدل للقرآن الكريم
ولأنّها القرآن الناطق ، ومنها الإمام الحسن عليهالسلام
، فقد كان يصطحبه إلى المسجد وإلى المواقع المتعدّدة التي يتواجد فيها صلىاللهعليهوآله
، ومن يتتبع الروايات وأخبار المؤرّخين يجد أنّ أسرة علي وفاطمة عليهماالسلام
أقرب الأسر إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
من حيث اللقاءات والزيارات ، ولا نبالغ إذا قلنا إنّ لقاءاته مع هذه الأسرة الكريمة تكاد تكون أكثر
من لقاءاته مع زوجاته ؛ فالإمام علي عليهالسلام
والحسن والحسين عليهماالسلام
كان يصحبونه إلى المسجد أو يلتقون به في المسجد ، إضافة إلى اللقاءات المستمرّة في دارهم تارة وفي دار رسول الله صلىاللهعليهوآله
تارة أخرى ؛ ولهذا كانت الصحبة أدوم وأكثر نوعاً وكمّاً ، وكان تأثير
التربية واضحاً على أفراد هذه الأسرة الكريمة لدوام ارتباطهم برسول الله صلىاللهعليهوآله
ودوام تلقّيهم لتوجيهاته وإرشاداته وتعاليمه. وقد دلّت الأخبار
[١]
بحار الأنوار ٤٣ : ٢٨٦ ـ ٢٨٧ / ٥١ ، باب فضائل الإمامين الحسنين
عليهماالسلام.
نام کتاب : الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : العذاري، السيد سعيد كاظم جلد : 1 صفحه : 14