نام کتاب : الدعاء المعاني والصّيغ والأنواع نویسنده : محمّد محمود عبود زوين جلد : 1 صفحه : 77
في باب المصادر التي
تنتصب بفعل متروك إظهاره تقديره : « أسبّح الله تسبيحاً » [١] أي إنّ الناصب له فعل مضارع في حين
قدّر الخليل الفراهيدي فعلاً ماضياً يعمل فيه هو (سبحت) [٢] واختاره النحاس في أعرابه [٣] ، والقرطبي في جامعة وتقدير الناصب لـ (سبحان)
من سبح أو أستبّح ـ بالتشديد ـ رفضه صاحب شرح المفصل بل ورفض أن يكون مشتقّاً منه
كما هو متعارف لأن سبح « فعل ورد على سبحان بعد أن ذكر وعرف معناه فاشتقّوا منه
فعلاً قالوا : سبّح زيد أي قال : سبحان الله » [٤]
ولم يقتصر ابن يعيش على رفض أصل المصدر بل أعطي رأياً بد يلاً عنه حينما صرّح بأن
سبحان « من المصادر التبي لا تستعل أفعالها كأنّه قال : سبّح سبحاناً ـ بتخفيف
الباء ـ كقولك : كفر كفراناً وشكر شكراناً » [٥]
وهناك من ذهب إلى أن (سبحان) مصدر نائب عن فعله كما في قوله تعالى : ( فسبحان
الله حين تمسون وحين تصبحون ...)[٦] « فتأويل الآية : سبّحوا الله جلّ
ثناؤه » [٧].
ومهما يكن فتقدير الناصب لـ ( سبحان ) فيه دلالة على الدعاء لأن التسبيح دعاء وهو
ما تناولناه في الفصل الأول. ولقد لا حظنا كيف ناب المصدر عن فعل الدعاء وأفاد