إنّ قضية سيّد الشهداء أبي عبد الله (عليه
السّلام) لهي من أعظم الأحداث التاريخيّة والذكريات الخالدة التي أنارت الطريق
للبشريّة كافّةً ، وعلّمتهم بأنّ العزّة والحياة الواقعيّة في المقابلة مع الطغاة
والجبابرة ، وإنْ أدّت إلى تضحيّة النّفوس وإراقة الدماء بيد الظلمة ، كما نادى
بها صاحب هذه الذكرى الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسّلام) ، حيث قال : «فإنّي
لا أرى الموت إلاّ سعادةً ، والحياة مع الظالمين إلاّ برماً» [١].
فعلى جميع طالبي السّعادة الأبديّة أنْ
يجعلوا هذه الذكرى نصب أعينهم ، ويعاملوا الطغاة وفراعنة زمانهم كما عاملهم هو (عليه
السّلام) ؛
ولأهميّة هذه الحادثة العظمى ألّفت كُتب
كثيرة في مقتل سيّد الشهداء (عليه السّلام) من قبل المحققين ، وأوّلهم لوط بن يحيى
بن سعيد ، أبو مِخْنف ، حيث ألّف كتاباً في ذلك عرض فيه الحوادث التي جرت على
الحسين وأولاده وإخوانه وأصحابه (سلام الله عليهم أجمعين) بصورة تفصيليّة. وقد
عرّفة الشيخ النّجاشي في رجاله بأنّه : شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم [٢].
وقد قام سماحة العلاّمة الحاجّ الشيخ
محمّد هادي اليوسفي الغروي بتحقيقه وتنقيحه ؛ ولأجل إفادة روّاد العلم والفضيلة من
هذا الكتاب المبارك اهتمّت المؤسّسة ـ والحمد الله ـ بطبعه ونشره شاكرة الله
سبحانه على ما وفّقها في هذا المضمار. كما وتشكر فضيلة المحقّق على مساعيه الوافرة
، سائلةً المولى جلّ وعلا التوفيق له ولها ؛ لبثّ المعارف الإسلاميّة ، إنّه سميع
مجيب.