نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 264
ثمّ إنّ عبيد الله بن زياد نصب رأس
الحسين [(عليه السّلام) على رمح] ، فجعل يداريه في الكوفة [١].
ما اسمك؟ قلت : علي
بن حسين ز قال : ولمْ يقتل الله عليّاً؟ قلت : كان لي أخ أكبر منّي ، قتله النّاس.
قال : بل قتله الله. قلت : (اللَّهُ
يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا)
[الزمر / ٤٢]. فأمر بقتلي ، فقالت زينب بنت علي (عليه السّلام) : يابن زياد ، حسبك
من دمائنا ، أسألك بالله إنْ قتلته إلاّ قتلتني معه». فتركه.
ثمّ نقل عن ابن سعد صاحب
الطبقات : أنّه رُوى عن مالك بن إسماعيل ، عن سهل بن شعيب النّهمي ، عن أبيه شعيب
، عن المنهال بن عمرو ، أنّه قال : دخلت على عليّ بن الحسين (عليه السّلام) ، فقلت
: كيف أصبحت أصلحك الله؟ قال (ع) : «ما كنت أرى شيخاً من أهل المصر مثلك لا يدري
كيف أصبحنا! فأمّا إذا لمْ تدرِ ـ وتعلم ـ فسأخبرك : أصبحنا في قومنا بمنزلة بني
إسرائيل في آل فرعون : (يُذَبّحُونَ
أبناءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ) [البقرة / ٤٩]. وأصبح شيخنا وسيّدنا [علي بن أبي طالب (ع)] يتقرّب إلى
عدوّنا بشتمه وسبّه على المنابر ، وأصبحت قريش تعدّ أنّ لها الفضل على العرب ؛
لأنّ محمّداً منها ، لا تعدّ لها فضلاً إلاّ به ، وأصبحت العرب مقرّة لهم لذلك ، وأصبحت
العرب تعدّ أنّ لها فضلاً على العجم ؛ لأنّ محمّداً منها ، لا تعدّ لها فضلاً إلاّ
به ، وأصبحت العجم مقرّة لهم بذلك ، فلئن كانت العرب صدقت أنّ لها فضلاً على العجم
، وصدقت قريش أنّ لها الفضل على العرب ـ لأنّ محمّداً منها ـ فإنّ لنا أهل البيت
الفضل على قريش ؛ لانّ محمّداً منّا ، فأصبحوا يأخذون بحقّنا ولا يعرفون لنا حقّاً
، فهكذا أصبحنا إذا لمْ تعلم كيف أصبحنا».
قال ابن سعد : وأخبرنا عبد
الرحمن بن يونس ، عن سفيان ، عن جعفر بن محمّد (عليه السّلام) قال : «مات علي بن
الحسين ، وهو ابن ثمانٍ وخمسين سنة». وهذا يدلّك : على أنّ علي بن الحسين (ع) كان
مع أبيه ، وهوابن ثلاث وأربع وعشرين سنة ، وليس قول من قال : أنّه كان صغيراً ولمْ
يكن أنبت بشيء ، ولكنّه كان يومئذٍ مريضاً ، فلم يُقاتل. وكيف يكون يومئذٍ لمْ
يُنبت وقد وُلد له أبوجعفر محمّد بن علي (عليه السّلام)؟ ذيل المذيل / ٦٣٠ ـ ط دار
المعارف ـ ، عن طبقات ابن سعد ٥ / ٢١١ ـ ٢١٨ ، والإرشاد / ٢٤٤ ، وروى السّبط خبر
الأصل مختصراً / ٢٥٨ ، ط النّجف.