نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 205
[و] لمّا صبّحت الخيل الحسين (عليه
السّلام) رفع الحسين يديه ، فقال : «اللهمّ ، أنت ثقتي في كلّ كرب ، ورجائي في كلّ
شدّة ، وأنت لي في كلّ أمر نزل بي ثقة وعدّة ، كم من همّ يضعّف فيه الفؤاد وتقلّ
فيه الحيلة! ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدوّ! أنزلته بك وشكوته إليك رغبة منّي
عمّن سواك ، ففرّجته وكشفته ، فأنت وليّ كلّ نعمة وصاحب كلّ حسنة ، ومنتهى كلّ
رغبة» [١]. [وقال
الضحّاك بن عبد الله المشرقي الهمداني ، وهو الذي نجا من أصحاب الحسين (عليه
السّلام)] :
لمّا أقبلوا نحونا ، فنظروا إلى النّار
تضطرم في الحطب والقصب الذي كنّا ألهبنا فيه النّار من ورائنا ، لئلا يأتونا من
خلفنا ، إذ أقبل إلينا منهم رجل يركب [فرسه وهو] كامل الأداة ، فلمْ يكلّمنا حتّى
مرّ على أبياتنا ، فنظر إلى أبياتنا فإذا هو لا يرى إلاّ حطباً تلتهب النّار فيه ،
فرجع [و] نادى بأعلى صوته.
يا حسين ، استعجلت النّار في الدنيا قبل
يوم القيامة!
فقال الحسين (عليه السّلام) : «مَن هذا؟
كأنّه شمر بن ذي الجوشن؟».
فقالوا : نعم ، أصلحك الله! هو هو.
فقال (ع) : «يابن راعية المعزى ، أنت
أولى بها صليّاً».
فقال له مسلم بن عوسجة : يابن رسول الله
، جُعلت فداك ألاَ أرميه بسهم؟ فإنّه قد أمكنني ، وليس يسقط سهم [منّي] ، فالفاسق
من أعظم الجبّارين.
فقال له الحسين (عليه السّلام) : «لا
ترمه ، فإنّي أكره أنْ أبدأهم» [٢].
* * *
[١] عن بعض أصحابه
عن أبي خالد الكأهلي ، قال ٥ / ٤٢٣ ، والمفيد في الإرشاد / ٢٣٣ ، قال : فروى عن
علي بن الحسين (ع) ، وأبو خالد الكأهلي من أصحابه ، فهو يروي الخبر عنه (عليه
السّلام) وإنْ لمْ ينصّ عليه في الطبري.
[٢] فحدّثني عبد
الله بن عاصم ، قال حدّثني الضحّاك المشرقي ٥ ٤٢٣ والإرشاد ٢٣٤.
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 205