نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 194
قالوا : جاء أمر الأمير ، بأنْ نعرض
عليكم أنْ تنزلوا على حكمه أو نُنازلكم.
قال : فلا تعجلوا حتّى ارجع إلى أبي عبد
الله (ع) فأعرض عليه ما ذكرتم.
فوقفوا [و] ، قالوا : ألقه فأعلمه ذلك ،
ثمّ ألقنا بما يقول.
فانصرف العبّاس راجعاً يركض إلى الحسين
(ع) يُخبره بالخبر. ووقف أصحابه يخاطبون القوم ... ، فقال حبيب بن مظاهر لزهير بن
القين : كلّم القوم إنْ شئت ، وإنْ شئت كلّمتهم. فقال له زهير : أنت بدأت بهذا فكن
أنت تكلّمهم.
فقال له حبيب بن مظاهر : أمَا والله ، لبئس
القوم عند الله غداً قوم يقدمون عليه قد قتلوا ذرية نبيّه (عليهم السّلام) وعترته
وأهل بيته (صلّى الله عليه [وآله]) ، وعبّاد أهل هذا المصر المجتهدين بالسّحر
والذاكرين الله كثيراً. [قال هذا لزهير بن القين بحيث يسمعه القوم ، فسمعه منهم
عزرة بن قيس].
فقال له عزرة بن القيس [١] : إنّك لتزكّي نفسك ما استطعت.
فقال له زهير : يا عزرة ، إنّ الله قد
زكّاها وهداها ، فاتّق الله يا عزرة ؛ فإنّي لك من النّاصحين ، أنشدك الله يا عزرة
ـ أنْ تكون ممّن يُعين الضلاّل على قتل النّفوس الزكية.
قال [عزرة بن قيس] : يا زهير ، ما كنت
عندنا من شيعة أهل هذا البيت ، إنّما كنت عثمانيّاً [٢].
قال : أفلستَ تستدلّ بموقفي هذا إنّي
منهم؟ أمَا والله ، ما كتبت إليه كتاباً قط ، ولا أرسلت إليه رسولاً قط ، ولا
وعدته نصرتي قط ، ولكنّ الطريق جمع بيني وبينه ، فلمّا رأيته ذكرت به رسول الله (صلّى
الله عليه [وآله]) ومكانه منه ،
[١] مضت ترجمته
فيمَن كتب إلى الإمام (عليه السّلام) من أهل الكوفة من المنافقين.
[٢] هذا أول مرّة
يرد فيه هذا اللقب لزهير بن القين في حديث كربلاء ، وهو أوّل عنوان للتفرقة بين
المسلمين في الاختلاف في عثمان بن عفّان ، أهو على الحقّ أو الباطل؟ فكان ، يُقال
: لمََن يتولّى عليّاً (عليه السّلام) : علوي أو شيعي. ولمَن يتولّى عثمان ـ ويقول
أنّه كان على حقّ وقُتل مظلوماً ـ يُقال له : عثماني.
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 194