نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 184
قال : فأقبل إليه ، فلمّا رآه أبو ثمامة
الصائدي [١]
قال للحسين (عليه السّلام) : أصلحك الله أبا عبد الله! قد جاءك شرّ أهل الأرض
وأجرؤه على دم وأفتكه ، فقام إليه فقال : ضع سيفك. قال : لا والله ولا كرامة ، إنّما
أنا رسول فإنْ سمعتم منّي أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ، وإنْ أبيتم انصرفت عنكم.
فقال له : فإنّي آخذ بقائم سيفك ثمّ تكلّم بحاجتك. قال : لا والله ، لا تمسسه.
فقال له : أخبرني ما جئت به وأنا أبلغه عنك ولا أدعك تدنو منه ؛ فإنّك فاجر.
فاستبّا ، ثمّ انصرف إلى عمر بن سعد فأخبره الخبر.
قال : فدعا عمر قرّة بن قيس الحنظلي ، فقال
له : ويحك يا قرّة! ألقِ حسيناً (ع) فسله ما جاء به؟ وماذا يُريد؟
قال : فأتاه قرّة بن قيس ، فلمّا رآه
الحسين مقبلاً قال (ع) : «أتعرفون هذا؟». فقال حبيب بن مظاهر [٢] : نعم ، هذا رجل من حنظلة تميمي ، وهو
ابن أختنا ولقد كنت أعرفه بحسن الرأي وما كنت أراه يشهد هذا المشهد [٣].
قال : فجاء حتّى سلّم على الحسين (عليه
السّلام) وأبلغه رسالة عمر بن سعد إليه ، له.
فقال الحسين (عليه السّلام) : «كتب إليّ
أهل مصركم هذا : أن أقدم ، فأمّا
[٢] هذا أول ذكره في
أخبار كربلاء ، ولمْ يذكر كيف وصل إليها؟ وقد مضت ترجمته في زعمّاء الشيعة الذين
كتبوا إلى الإمام (عليه السّلام) من الكوفة ، وسيأتي في مقتله ذكر جوانب من حياته.
[٣] كان مع الحرّ بن
يزيد الرياحي ، فيروى عنه عدي بن حرملة الأسدي أنّه كان يقول : والله ، لو أنّه
أطلعنّي على الذي يُريد لخرجت معه إلى الحسين (عليه السّلام) ٥ / ٤٢٧. ويروي عنه
أبو زهير العبسى خبره عن مرور نساء الحسين (عليه السّلام) على مقتله وأهل بيته ، ورثاء
زينب لأخيها (عليهما السّلام) ٥ / ٤٥٦.
وقد دعاه حبيب بن مظاهر إلى
نصرة الإمام (عليه السّلام) وأنْ لا يرجع إلى الظالمين ، فقال له قرّة : أرجع إلى
صاحبي بجواب رسالته وأرى رأيي. ولكنّه إلى عمر بن سعد فلمْ يرجع عنه إلى الحسين
حتّى قُتل (عليه السّلام) ٥ / ٤١١ ، والإرشاد / ٢٢٨.
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 184