نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 150
إلى قوم قد قتلوا
أميرهم ، وضبطوا بلادهم ونفوا عدوّهم؟ فإنْ كانوا قد فعلوا ذلك فسر إليهم ، وإنْ
كانوا إنّما دعوك إليهم وأميرهم عليهم قاهر لهم وعمّاله تجبى بلادهم ؛ فإنّهم
إنّما دعوك إلى الحرب والقتال ، ولا آمن عليك أنْ يغرّوك ويكذبوك ، ويخالفوك
ويخذلوك ، وأنْ يستنفروا إليك فيكونوا أشدّ النّاس عليك.
فقال له حسين (عليه السّلام) : «وإنّي
أستخير الله [١]
وأنظر ما يكون» [٢][٣].
[محادثة ابن عبّاس ثانيةً]
فلمّا كان من العشي أو من الغد أتى عبد
الله بن العبّاس ، فقال : يابن عمّ إنّي أتصبّر وما أصبر ، إنّي أخاف عليك في هذا
الوجه الهلاك والاستئصال ، إنّ العراق قوم غدر فلا تقربنّهم ، أقم بهذا البلد ؛
فإنّك سيّد أهل الحجاز فإنْ كان أهل العراق يُريدونك كما زعموا ، فاكتب إليهم
فلينفوا عدوّهم ثمّ أقدم عليهم ، فإنْ أبيت إلاّ أنْ تخرج فسر إلى اليمن ؛ فإنّ
بها حصوناً وشعاباً ، وهي أرض عريضة طويلة وتبثّ دعاتك ، فإنّي أرجو أنْ يأتيك عند
ذلك الذي تُحبّ في عافية.
فقال له الحسين (عليه السّلام) : «يابن
عم ، إنّي والله ، لأعلم أنّك ناصح ... [٤]
[١] الاستخارة هنا
بمعناها اللغوي ، أي : طلب الخير ، وليس بالمعنى المصطلح عليه المتأخر ، كما سبق.
[٢] قال أبو مِخْنف
: وحدّثني الحارث بن كعب الوالبي عن عقبة بن سمعان ٥ / ٣٨٣.
[٣] والملاحظ هنا : أنّ
ابن عبّاس غير مخالف لقيام الإمام (عليه السّلام) ، وإنّما يُشكّك للإمام في توفّر
الأرضيّة اللازمة لذلك ، والإمام (عليه السّلام) لا يردّه في ذلك طبعاً.
[٤] النصح هنا بمعنى
: الإخلاص ، وليس بمعنى : الوعظ والإرشاد ، فهو المعنى الحادث أخيراً للكلمة وليس
معناها الأصيل. فالإمام (عليه السّلام) يقول : إنّه يعلم أنّه يقول ما يقوله عن
إخلاص وشفقة وعاطفة ومودّة ، فهو لا يخالف الإمام (عليه السّلام) في قيامه ، وإنّما
يُشكّك في توفر الأرضيّة اللازمة له ، والإمام (عليه السّلام) لا يردّه في هذا ، بل
يقول إنّه عازم على القيام مع ذلك ؛ وذلك لما يرى من لزومه وضرورته لحياة الشريعة
المقدسة.
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 150