نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 137
فقال له مسلم بن عمرو [الباهلي] : أتراها
ما أبردها! لا والله ، لا تذوق منها قطرة أبداً حتّى تذوق الحميم في نار جهنّم.
قال له ابن عقيل : ويحك مَن أنت؟!
قال أنا ابن [١] مَن عرف الحقّ إذ أنكرته ، ونصح لإمامه
إذ غششته ، وسمع وأطاع إذ عصيته وخالفت ، أنا مسلم بن عمرو الباهلي.
فقال ابن عقيل : لأمّك الثكل! ما أجفاك
وما أفظّك ، وأقسى قلبك أغلظك ، أنت يابن باهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنّم
منّي.
ثمّ جلس متسانداً إلى الحائط.
[فـ] ـبعث عمرو بن حريث [المخزومي] غلاماً
له ، يُدعى : سليمان فجاءه بماء في قلّة [٢]
عليها منديل ومعه قدح ، فصبّ فيه ماء ثمّ سقاه ، فأخذ كلّما شرب امتلأ القدح دماً
، فلمّا ملأ القدح المرّة الثالثة ذهب ؛ ليشرب فسقطت ثناياه فيه ، فقال : الحمد
لله! لو كان لي من الرزق المقسوم شربته [٣].
[١] هكذا النص ، والصحيح
: أنا مَن عرف ، وليس : ابن مَن عرف.
[٢] يقطع أبو مِخْنف
هنا حديثه عن قدامة بن سعيد ؛ ليحدّث عن سعيد بن مدرك بن عمارة بن عقبة بن أبي
معيط ، أنّه هو الذي بعث غلامه قيساً فجاءه بقلّة ... ويرجع الحديث في الظاهر إلى
حديث قدامة ، ونحن رجّحنا حديث قدامة بن سعيد ، عن جدّه زائدة بن قدامة الثقفي إذ
اتّهمنا سعيد بن مدرك ، أنّه وضع الحديث كفضيلة لجدّه عمارة ، بينما لا يرد مثل
هذا على حديث قدامة إذ لمْ ينسب ذلك لجدّه زائدة مع حضوره هناك ، بل نسبه إلى عمرو
بن حريث ؛ ولعمرو بن حريث موقفان آخران : يتسامح في أوّلهما للمختار ، فيشهد له
عند ابن زياد بما ينجو به من القتل ؛ ويشفع في الثاني لزينب عند ابن زياد إذ همّ
بها أنْ يضربها ، وإنْ كان كلّ ذلك بحميّة قرشيّة.
أمّا عمارة بن عقبة بن أبي
معيط الاُمّوي ، فهو من أعداء آل البيت (عليهم السّلام) وقد سبقت ترجمته في
المقدمة ، فراجع.
واختاره الشيخ في الإرشاد / ٢١٥
، والخوارزمي / ٢١٠. وجمع السّماوي بين الخبرين بالعطف ، أي : أنّ كليهما بعثا
للماء ، وهو خطأ. انظر : السّماوي / ٤٥.
[٣] قال أبو مِخْنف
: فحدّثني قدامة بن سعيد ٥ / ٣٧٥.
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 137