responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي    جلد : 1  صفحه : 120

قال : إذاً تكثر البارقة حول دارك [١]. وهو يظنّ أنّ عشيرته يسمعونه.

فقال : والهفاه عليك! أبالبارقة تخوّفني؟! أدنوه منّي ، فأُدني فاستعرض وجهه بالقضيب فلمْ يزل يضرب أنفه وجبينه وخدّه حتّى كسر أنفه وسيّل الدماء على ثيابه ، ونثر لحم خدّيه وجبينه على لحيته حتّى كسر القضيب.

وضرب هانئ بيده إلى قائم سيف شرطيّ من تلك الرجال وجاذبه الرجل ومنع.

فقال عبيد الله [بن زياد] أحروريّ سائر اليوم [٢]! أحللت بنفسك قد حلّ لنا قتلك ، خذوه فألقوة في بيت من بيوت الدار وأغلقوا عليه بابه واجعلوا عليه حرساً ، ففعل ذلك به.

فقام إليه أسماء بن خارجة ، فقال : أرُسُل غدر سائر اليوم! أمرتنا أنْ نحيئك بالرجل حتّى إذا جئناك به وأدخلناه عليك هشّمت وجهه وسيّلت دمه على لحيته ، وزعمت أنّك تقتله؟ فقال له عبيد الله : وإنّك لها هنا ، فأمر به فلُهز وتُعتع به [٣] فحُبس.


[١] وروى الطبري ، عن عيسى بن يزيد الكناني : أنّ ابن زياد قال له : يا هانئ ، أمَا تعلم أنّ أبي قدم هذا البلد ، فلمْ يترك أحداً من هذه الشيعة إلاّ قتله غير أبيك وغير حجر ، وكان من حجر ما قد علمت؟ ثمّ لمْ يزل يحسن صحبتك ، ثمّ كتب إلى أمير الكوفة إنّ حاجتي قبلك هانئ؟ قال : نعم. قال : فكان جزائي أنْ خبّأت في بيتك رجلاً ليقتلني! قال : ما فعلت.

فأخرج التميمي [أي : مولاهم] الذي كان عيناً عليهم ، فلمّا رآه هانئ علم أنْ قد أخبره الخبر ، فقال : أيها الأمير ، قد كان الذي بلغك ولن أضيّع يدك عنّي ، فأنت آمن وأهلك فسر حيث شئت!

وكان مهران ـ مولاه ـ قائماً على رأسه في يده معكزة ، فقال : وا ذُلاّه! هذا العبد الحائك يؤمّنّك في سلطانك! وطرح إليه المعكزة ، وقال : خذه. وأخذ بضفيرتي هانئ وأخذ عبيد الله المعكزة ، فضرب بها وجه هانئ حتّى كسّر أنفه وجبينه ، وندر الزّج فارتزّ في الجدار ٥ / ٣٦١.

[٢] نسبة إلى : حروراء من نواحي الكوفة ، وهو أوّل موضع خرج فيه الخوارج على علي (عليه السّلام).

[٣] التعتعة : الحركة العنيفة. واللهز : الضرب في اللهازم ، أي : مجامع ثيابه فوق صدره إلى عنقه.

نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست