وضرب هانئ بيده إلى قائم سيف شرطيّ من
تلك الرجال وجاذبه الرجل ومنع.
فقال عبيد الله [بن زياد] أحروريّ سائر
اليوم [٢]! أحللت
بنفسك قد حلّ لنا قتلك ، خذوه فألقوة في بيت من بيوت الدار وأغلقوا عليه بابه
واجعلوا عليه حرساً ، ففعل ذلك به.
فقام إليه أسماء بن خارجة ، فقال : أرُسُل
غدر سائر اليوم! أمرتنا أنْ نحيئك بالرجل حتّى إذا جئناك به وأدخلناه عليك هشّمت
وجهه وسيّلت دمه على لحيته ، وزعمت أنّك تقتله؟ فقال له عبيد الله : وإنّك لها هنا
، فأمر به فلُهز وتُعتع به [٣]
فحُبس.
[١] وروى الطبري ، عن
عيسى بن يزيد الكناني : أنّ ابن زياد قال له : يا هانئ ، أمَا تعلم أنّ أبي قدم
هذا البلد ، فلمْ يترك أحداً من هذه الشيعة إلاّ قتله غير أبيك وغير حجر ، وكان من
حجر ما قد علمت؟ ثمّ لمْ يزل يحسن صحبتك ، ثمّ كتب إلى أمير الكوفة إنّ حاجتي قبلك
هانئ؟ قال : نعم. قال : فكان جزائي أنْ خبّأت في بيتك رجلاً ليقتلني! قال : ما
فعلت.
فأخرج التميمي [أي : مولاهم] الذي
كان عيناً عليهم ، فلمّا رآه هانئ علم أنْ قد أخبره الخبر ، فقال : أيها الأمير ، قد
كان الذي بلغك ولن أضيّع يدك عنّي ، فأنت آمن وأهلك فسر حيث شئت!
وكان مهران ـ مولاه ـ قائماً
على رأسه في يده معكزة ، فقال : وا ذُلاّه! هذا العبد الحائك يؤمّنّك في سلطانك!
وطرح إليه المعكزة ، وقال : خذه. وأخذ بضفيرتي هانئ وأخذ عبيد الله المعكزة ، فضرب
بها وجه هانئ حتّى كسّر أنفه وجبينه ، وندر الزّج فارتزّ في الجدار ٥ / ٣٦١.
[٢] نسبة إلى : حروراء
من نواحي الكوفة ، وهو أوّل موضع خرج فيه الخوارج على علي (عليه السّلام).
[٣] التعتعة : الحركة
العنيفة. واللهز : الضرب في اللهازم ، أي : مجامع ثيابه فوق صدره إلى عنقه.
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 120