الطغيان. ولا بدع
القدرة الإلهيّة إذا مكّنت رأس الحسين (ع) من الكلام للمصالح التي نقصر عن الوصول
إلى كنهها بعد أن اُودعت في الشجرة [١]
قوّة الكلام مع نبي الله موسى بن عمران (عليه السّلام) عند المناجاة ، وهل تقاس
الشجرة برأس المنحور في طاعة الرحمن سبحانه؟ ... كلاّ.
قال زيد بن أرقم : كنت في غرفة لي
فمرّوا عليَّ بالرأس وهو يقرأ (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ
أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا) فوقف شعري وقلت : والله يابن رسول الله
رأسك أعجب وأعجب [٢].
ولمّا نُصب الرأس الأقدس في موضع
الصيارفة وهناك لغط المارّة وضوضاء المتعاملين ، فأراد سيّد الشهداء توجيه النّفوس
نحوه ليسمعوا بليغ عظاته ، فتنحنح الرأس تنحنحاً عالياً فاتّجهت إليه النّاس
واعترتهم الدهشة ؛ حيث لَم يسمعوا رأساً مقطوعاً يتنحنح قبل يوم الحسين (ع) ، فعندها
قرأ سورة الكهف إلى قوله تعالى : (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ
آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى).
وصُلب على شجرة فاجتمع النّاس حولها
ينظرون إلى النّور السّاطع ، فأخذ يقرأ (وَسَيَعْلَمُ
الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)[٣].
قال هلال بن معاوية : رأيت رجلا يحمل
رأس الحسين (ع) والرأس يخاطبه : فرَّقت بين رأسي وبدني فرق الله بين لحمك وعظمك
وجعلك آية ونكالا للعالمين فرفع السوط واخذ يضرب الرأس حتّى سكت [٤].
وسمع سليمة بن كهيل الرأس يقرأ وهو على
القناة (فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[٥].
[١] الدر المنثور ٢ ص
١١٩ : آية (رَبِّ
أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ).
والبحار ٥ ص ٢٧٨ : نقلاً عن المهج. وفي قصص الأنبياء للثعالبي ص ١٢٠ الباب الثامن
: خروج موسى من مدين.
وقال ابن أبي الحديد
في شرح النهج ١ ص ٣٦٢ : كان زيد بن أرقم من المنحرفين عن أمير المؤمنين علي (عليه
السّلام) فإنّه كتم الشهادة لأمير المؤمنين بالولاية يوم الغدير ، فدعا عليه
بالعمى ؛ فكفّ بصره إلى أنْ مات. وفي كامل ابن الأثير ٤ ص ٢٤ : أمر ابن زياد ، فطيف
برأس الحسين (ع) في الكوفة. ومثله في البداية لابن كثير ٨ ص ١٩١ ، والخطط
المقريزيّة ٢ ص ٢٨٨.