responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 279

ثمّ أخرج السّهم من قفاه وانبعث الدم كالميزاب [١] ، فوضع يده تحت الجرح فلمّا امتلأت رمى به نحو السّماء وقال : «هوّن عليَّ ما نزل بي ، أنّه بعين الله». فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض. [٢]. ثمّ وضعها ثانياً فلمّا امتلأت ، لطخ به رأسه ووجهه ولحيته وقال : «هكذا أكون حتّى ألقى الله وجدّي رسول الله (ص) وأنا مخضّب بدمي ، واقول : يا جدّي قتلني فلان وفلان» [٣].

فهوى بضاحية الهجير ضريبة

تحت السّيوف لحدّها المسنون

وقفت له الأفلاك حين هويه

وتبدّلت حركاتها بسكون

وبها نعاه الروح يهتف منشداً

عن قلب والهة بصوت حزين

أضمير غيب الله كيف لك القنا

نفذت وراء حجابه المخزون

وتصكّ جبهتك السّيوف وإنّها

لَو لا يمينك لَم تكن ليمين

ما كنت حين صرعت مضعوف القوى

فاقول لم ترفد بنصر معين

أما وشيبتك الخضيبة إنّها

لأبرّ كل إلية ويمين

لو كنت تستام الحياة لا رخصت

منها لك الأقدار كلّ ثمين

أو شئت محو عداك حتّى لا يُرَى

منهم على الغبراء شخص قطين

لاخذت آفاق البلاد عليهمُ

وشحنت قطَّريها بجيش منون

حتى بها لم تبق نافخ ضرمة

منهم بكلّ مفاوز وحصون

لكن دعتك لبذل نفسك عصبة

حان انتشار ضلالها المدفون

فرأيت أنَّ لقاء ربك باذلا

للنفس أفضل من بقاء ضنين

فصبرت نفسك حيث تلتهب الظّبى

ضرباً يذيب فؤاد كل رزين

والحرب تطحن شوسها برحاتها

والرعب يلهم حلم كل رصين

والسّمر كالاضلاع فوقك تنحني

والبيض تنطبق انطباق جفون

وقضيت نحبك بين اظهر معشر

حُمِلوا بأخبث اظهر وبطون [٤]

وأعياه نزف الدم فجلس على الأرض ينوء برقبته ، فانتهى إليه في هذا الحال مالك بن النّسر فشتمه ، ثمّ ضربه بالسّيف على رأسه ، وكان عليه برنس فامتلأ


[١] نفس المهموم ص ١٨٩ ، ومقتل الخوارزمي ٢ ص ٣٤ ، واللهوف ص ٦٨.

[٢] تهذيب تاريخ ابن عساكر ٤ ص ٣٣٨ ، ومقتل الخوارزمي ٢ ص ٣٤.

[٣] مقتل الخوارزمي ٢ ص ٣٤ ، واللهوف ص ٧٠.

[٤] ديوان السيد حيدر الحلّي رحمه الله.

نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست