وسمع حديثه وشهد معه
بدراً وحنيناً ، فاستأذن الحسين (ع) وبرز شاداً وسطه بالعمامة رافعاً حاجبيه
بالعصابة ، ولمّا نظر إليه الحسين (ع) بهذه الهيئة بكى وقال : «شكر الله لك يا شيخ».
فقَتل على كبره ثمانية عشر رجلاً وقُتل [١].
عمرو بن جنادة
وجاء عمرو بن جنادة الأنصاري بعد أنْ
قُتل أبوه ـ وهو ابن إحدى عشرة سنة ـ يستأذن الحسين (ع) فأبى وقال : «هذا غلام
قُتل أبوه في الحملة الاُولى ، ولعلّ اُمّه تكره ذلك». قال الغلام : إنّ اُمّي
أمرتني. فأذن له فما أسرع أنْ قُتل ورُمي برأسه إلى جهة الحسين (ع) فأخذته اُمّه
ومسحت الدم عنه ، وضربت به رجلاً قريباً منها فمات [٢]
وعادت إلى المخيّم فأخذت عموداً وقيل سيفاً وأنشأت :
إنّي عجوز في النّسا ضعيفة
خاوية بالية نحيفة
أضربكم بضربة عنيفة
دون بني فاطمة الشريفة
فردّها الحسين (ع) إلى الخيمة بعد أن
أصابت بالعمود رجلَين [٣].
الحَجّاج الجعفي
وقاتل الحجاج بن مسروق الجعفي حتّى خضب
بالدماء ، فرجع إلى الحسين (ع) يقول :
[١] ذخيرة الدارين ص ٢٠٨.
وذكر ابن نما في مثير الأحزان مبارزته ورجزه ، وفي الإصابة ١ ص ٦٨ : له ولأبيه
صحبة ، وروى عنه حديث رسول الله (ص) : «يُقتل ولدي بأرض كربلاء ، فمن شهد ذلك
فلينصره». وذكره السيوطي في الخصائص ٢ ص ١٢٥ ، والجزري في اُسد الغابة ١ ص ١٢٣ ، وأبو
حاتم الرازي في الجرح والتعديل ١ ص ٢٨٧.
[٢] ابن شهر آشوب ٣ ص
٢١٩ ، ومقتل الخوارزمي ٢ ص ٢٢ : وليس هذا بالبعيد بعد ما يحدث الشيخ المفيد في
كتاب الجمل ص ١٣٧ الطبعة الثانية : إنّ حكيم بن جبلة العبدي لمّا قطعت رجله ضرب
بها الرجل فصرعه. وفي تاريخ الطبري ٥ ص ١٨٠ وكامل ابن الأثير ٣ ص ٣٥ : بعد أن قتل
الرجل قال :
يا
فخذ لن تراعي
إن
معي ذراعي
أحمي بها كراعي
وقال ابن الأثير في الكامل ٢ / ١٤٠ : قطع
رجل من أصحاب مسيلمة رجل ثابت بن قيس فأخذها ثابت وضرب بها الرجل فقتله.
[٣] البحار ١٠ ص ١٩٨
، ومقتل الخوارزمي ٢ ص ٢٢. وفي الإصابة ترجمة أسماء بنت يزيد بن السكن أنّها يوم
اليرموك أصابت بالعمود تسعة من الروم فقتلتهم.