أما والله ، لا تلبثون بعدها إلاّ
كريثما يركب الفرس ، حتّى تدور بكم دور الرحى وتقلق بكم قلق المحور ، عهدٌ عَهَده
إليَّ أبي عن جدّي رسول الله ، فاجمعوا أمركم وشركاءكم ، ثمّ لا يكن أمركم عليكم
غمّة ثمّ اقضوا إليَّ ولا تنظرون ، إنّي توكّلت على الله ربّي وربّكم ، ما من
دابّة إلاّ هو آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط المستقيم» [٢].
ثمّ رفع يدَيه نحو السّماء وقال : «اللهمّ
، احبس عنهم قطر السّماء ، وابعث عليهم سنين كسنيّ يوسف ، وسلّط عليهم غلام ثقيف
يسقيهم كأساً مصبرة ، فإنّهم كذبونا وخذلونا ، وأنت ربّنا عليك توكّلنا وإليك
المصير [٣].
والله لا يدع أحداً منهم إلاّ انتقم لي منه ، قتلةً بقتلة وضربةً بضربة ، وإنّه
لينتصر لي ولأهل بيتي وأشياعي» [٤].
ضلال ابن سعد
واستدعى الحسين (ع) عمر بن سعد ، فدُعي
له ـ وكان كارهاً لا يحبّ أن يأتيه ـ فقال (ع) : «أي عمر ، أتزعم أنّك تقتلني
ويولّيك الدعيّ بلاد الري وجرجان؟ والله لا تتهنّأ بذلك ، عهد معهود فاصنع ما أنت
صانع ، فإنّك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة ، وكأنّي برأسك على قصبة يتراماه
الصبيان بالكوفة ويتّخذونه غرضاً بينهم» ، فصرف بوجهه عنه مغضباً [٥].