قال ابن قَولويه والمسعودي [١]
: لمّا أصبح الحسين يوم عاشوراء وصلّى بأصحابه صلاة الصبح ، قام خطيباً فيهم حمد
الله وأثنى عليه ثمّ قال : «إنّ الله تعالى أذِن في قتلكم وقتلي في هذا اليوم ، فعليكم
بالصبر والقتال». ثمّ صفّهم للحرب وكانوا اثنين وثمانين فارساً وراجلاً ، فجعل
زهير بن القين في المَيمنة ، وحبيب بن مظاهر في المَيسرة ، وثبت هو (عليه السّلام)
وأهل بيته في القلب [٢]
، وأعطى رايته أخاه العباس [٣]
؛ لأنّه وجد قمر الهاشميين أكفأ ممَّن معه لحملها ، وأحفظهم لذمامه وأرأفهم به ، وأدعاهم
إلى مبدئه وأوصلهم لرحمه ، وأحماهم لجواره وأثبتهم للطعان ، وأربطهم جأشاً وأشدّهم
مراساً [٤].
وأقبل عمر بن سعد نحو الحسين (عليه
السّلام) في ثلاثين ألفاً وكان رؤساء
[٤] اختلف المؤرّخون
في عدد أصحاب الحسين ؛ الأول : أنّهم اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً ، ذكره
الشيخ المفيد في الإرشاد ، والطبرسي في إعلام الورى ص ١٤٢ ، والفتال في روضة
الواعظين ص ١٥٨ ، وابن جرير في التأريخ ٦ ص ٢٤١ ، وابن الأثير في الكامل ٤ ص ٢٤ ، والقرماني
في أخبار الدول ص ١٠٨ ، والدينوري في الأخبار الطوال ص ٣٥٤.
الثاني : إنّهم إثنان وثمانون راجلاً ، نسبه
في الدمعة الساكبة / ٣٢٧ إلى الرواية وهو المختار.
الثالث : ستون راجلاً ، ذكره الدميري في
حياة الحيوان في خلافة يزيد ١ / ٧٣.
الرابع : ثلاثة وسبعون رجلاً ، ذكره
الشريشي في شرح مقامات الحريري ١ / ١٩٣.
الخامس : خمسة وأربعون فارساً ونحو مئة
راجل ذكره ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ الشام ٤ / ٣٣٧.
السادس : إثنان وثلاثون فارساً وأربعون
راجلاً ، ذكره الخوارزمي في المقتل ٢ / ٤.
السابع : واحد وستّون رجلاً ، ذكره
المسعودي في إثبات الوصيّة / ٣٥ ، طبع المطبعة الحيدرية.