responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 202

ضاقت بها الدنيا فحيث توجَّهت

رأت الحتوف امامها ووراءها

فاستوطأت ظهر الحِمام وحوَّلت

للعزِّ عن ظهر الهوان وطاءها

طلعت ثنيّات الحتوف بعصبة

كان السيوف قضاءها ومضاءها

لقلبوبها امتحن الإله بموقف

محضته فيهِ صبرها وبلاءها

كانت سواعد آل بيت محمّد

وسيوف نجدتها على من ساءها

كره الحمام لقاءها في ضنكه

لكنْ أحبَّ الله فيه لقاءها

فثوت بأفئدة صواد لم تجد

رياً يبلُّ سوى الردى أحشاءها

وأراك تنشىء يا غمام على الورى

ظلا وتروي من حياك ظماءها

وقلوب أبناء النبي تفطَّرت

عطشاً بقفر ارمضت أشلاءها

وامضّ ما جرعت من الغصص التي

قدحت بجانحة الهدى ايراءها

هتك الطغاة على بنات محمّد

حجب النبوة خدرها وخباءها

فتنازعت احشاءها حرق الجوى

وتجاذبت أيدي العدوُّ رداءها

عجباً لحلم الله وهي بعينه

برزت تطيل عويلها وبكاءها

ويرى من الزفرات تجمع قلبها

بيد وتدفع في يد اعداءها

ما كان اوجعها لمهجة (أحمد)

وامضَّ في كبد (البتولة) داءها [١]

وأنزل ابن سعد الخيل على الفرات فحموا الماء وحالوا بينه وبين سيّد الشهداء ، ولَم يجد أصحاب الحسين طريقاً إلى الماء حتّى أضرّ بهم العطش ، فأخذ الحسين فأساً وخطا وراء خيمة النّساء تسع عشرة خطوة نحو القبلة وحفر فنبعت له عين ماء عذب ، فشربوا ثمّ غارت العين ولَم يرَ لها أثر ، فأرسل ابن زياد إلى ابن سعد : بلغني أنّ الحسين يحفر الآبار ويصيب الماء فيشرب هو وأصحابه فانظر إذا ورد عليك كتابي ، فامنعهم من حفر الآبار ما استطعت وضيّق عليهم غاية التضيّيق. فبعث في الوقت عمرو بن الحجّاج في خمسمئة فارس ونزلوا على الشريعة [٢] ، وذلك قبل مقتل الحسين بثلاثة أيّام [٣].


[١] من قصيدة للسيّد حيدر الحلّي رضوان الله عليه.

[٢] نفس المهموم للمحدث القمي ص ١١٦ ، ومقتل الخوارزمي ١ ص ٢٤٤ ، ومقتل العوالم ص ٧٨.

[٣] الطبري ٦ ص ٢٣٤ ، وإرشاد المفيد ، ومقتل الخوارزمي الجزء الأول ، وكامل ابن الأثير ٤ ص ٢٢.

نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست