وفي هذا الموضع اجتمع به عمرو بن قيس
المشرفي وابن عمّه فقال لهما الحسين : «جئتما لنصرتي؟» قالا له : إنّا كثيروا
العيال ، وفي أيدينا بضائع للناس ولَم ندرِ ماذا يكون ، ونكره أنْ نضيع الأمانة.
فقال لهما (عليه السّلام) : «انطلقا ، فلا
تسمعا لي واعية ولا تريا لي سواداً ؛ فإنّه من سَمِع واعيتنا أو رأى سوادنا فلَم
يجبنا أو يغثنا ، كان حقّاً على الله عزّ وجلّ أنْ يكبّه على منخريه في النّار» [٣].
قرى الطف
ولمّا كان آخر الليل ، أمر فتيانه
بالاستقاء والرحيل من قصر بني مقاتل وبينا
وفي مسير الحسين بنفسه
المقدّسة إلى ابن الحر تعرف الغاية الملحوظة لأبي الضيم ، فإنّه (عليه السلام) بصدد
إعلام الناس بما يجب عليهم من النّهوض لسدّ باب المنكر ، وإلقاء الحجّة عليهم ؛
كيلا يقول أحد : أنه لم يدعُني إلى نصرته.
[٢] مقتل الخوارزمي ١
ص ٢٢٨ ، وذكر الدينوري في الأخبار الطوال ص ٢٥٨ أربعة منها ، وفي رواية للثالث :