نام کتاب : طالب العلم والسيرة الأخلاقية نویسنده : العلوي، السيد عادل جلد : 1 صفحه : 70
وقال بعض العرفاء : العزلة في الحقيقة
اعتزال الخصال المذمومة ، لا الانقطاع عن الإخوان والتنائي عن الأوطان ، فلهذا قيل
للعارف : (كائن بائن) أي كائن مع الخلق ، بائن عنهم بالسرّ ، كما ورد في الأثر : (كن
مع الناس ، ولا تكن معهم) ، أي : كن معهم بالأجساد ، ولا تكن بالأرواح ، فإنّ
المؤمن تعلّقت روحه بالملأ الأعلى ، فإنّه يستأنس بالله ويطمئنّ قلبه بذكر الله سبحانه.
والعقلاء إنّما يختارون العزلة لفوائدها
الجمّة ، ولقلّة إخوان الصفا وخُلاّن الوفاء ، وقد علموا أنّ المعاشرة مع الأبرار
الصالحين والأخيار المتّقين ، أفضل من الوحدة والانفراد والعزلة ، ومن يترك
الأخيار اختياراً ابتلي بالأشرار اضطراراً ، فإن لم نجد من يتحلّى بالعقل ، ولم
يتجمّل بالعلم والفضل والأدب ، لزمنا زوايا البيوت والمدارس ، وتوكّلنا على الحيّ
الذي لا يموت [١]
، ونعمل بما قاله الإمام الكاظم (عليه السلام) : « قطيعة الجاهل تعدل صلّة العاقل
».
هذا وكبار علمائنا الأعلام في وصاياهم
لأولادهم وتلامذتهم ، كانوا يحثّونهم على اختيار العزلة ، عند فساد الزمان.
ومن وصايا سيّدنا الاُستاذ السيّد
النجفي المرعشي (قدس سره) : وبتقليل المعاشرة ، فإنّ المعاشرة والدخول في نوادي
الناس في هذه الأعصار محظور مخطور ، قلّما يرى ناد يخلو عن البهت والغيبة في حقّ
المؤمنين والإرزاء بهم ، وتضييع حقوقهم واُخوّتهم.