نام کتاب : طالب العلم والسيرة الأخلاقية نویسنده : العلوي، السيد عادل جلد : 1 صفحه : 62
الأمر
الرابع
عدم الزواج المبكّر
أن يترك التزويج حتّى يقضي وطَرَه من
العلم ، فإنّه أكبر شاغل وأعظم مانع ، حتّى قيل : ذبح العلم في فروج النساء ، ومن
احبّ أفخاذ ـ اتّخاذ ـ النساء لم يفلح.
ثمّ يقول الشهيد الثاني (قدس سره) : ولا
يغترّ طالب العلم بما ورد في النكاح من الترغيب ، فإنّ ذلك حيث لا يعارضه واجب
أولى منه ، ولا شيء أولى ولا أفضل ولا واجب أضيق من العلم ، سيّما في زماننا هذا
...
أقول : إنّما يترك الزواج لمن تمكّن من
حفظ نفسه أن لا يقع في اللذائذ المحرّمة ، وإلاّ فإنّه يكون واجباً من مقدّمة
الواجب واجب ، ولا يصحّ ترك الواجب من أجل عمل مندوب ، وطلب العلم أكثر من المسائل
المبتلى بها مستحبّ في نفسه ، فتدبّر.
كان اُستاذي في الأخلاق في مقام النصيحة
يقول : إذا كان بإمكان طالب العلم أن لا يتزوّج مبكّراً فليفعل ، فإنّ من يقدر على
حفظ نفسه من التلوّث بالذنوب ، فعدم الزواج أفضل له ، لأنّ المرأة والأولاد بمنزلة
القيود والسلاسل لطالب العلم ، فكثيراً ما تمنعه عن مواصلة الدراسة والتحقيق
والتدقيق ، وينشغل ذهنه باُمور المعاش والمأكل والملبس والمسكن ، لا سيّما في
عصرنا هذا ، فإنّ الحياة لطالب العلم من دون دغدغة صعبة جدّاً ، فمن أراد أن
يتوفّق في تحصيل العلوم والفنون ويفوق فيها الأقران ، فعليه أن يكمل درسه في
مرحلتي المقدّمات والسطوح ويدخل في درس خارج الاُصول والفقه لسنتين وما يزيد ،
فحينئذ يقدم على الزواج ، وقد تزوّج الإمام الخميني وعمره خمسة وعشرون سنة ، وقد
ألّف وصنّف في الفقه والاُصول والفلسفة والعرفان وعمره ثلاث وعشرون سنة ، فاعتبروا
يا اُولي الأبصار.
نام کتاب : طالب العلم والسيرة الأخلاقية نویسنده : العلوي، السيد عادل جلد : 1 صفحه : 62