نام کتاب : طالب العلم والسيرة الأخلاقية نویسنده : العلوي، السيد عادل جلد : 1 صفحه : 153
وأمّا سيّدنا الاُستاذ آية الله العظمى
السيّد النجفي المرعشي (قدس سره) ، فأتذكّر يوماً أنّه حينما كان صدّام اللعين
يقصف مدينة قم المقدّسة وأكثر مدن إيران بالصواريخ والقذائف ، وقد خرج أهالي قم من
المدينة خوفاً ورعباً وحفظاً للنفوس ، بقي سيّدنا لابثاً مع من كان ، وكان يركب من
قبل السيارة من داره إلى الحرم الشريف لأداء صلاة الجماعة ، ولكن في تلك الأيّام
العصيبة ، على كبر سنّه وشيخوخته ، كان يأتي إلى الحرم الشريف في مواعيد الصلاة
مشياً على الأقدام ، فسئل عن ذلك؟ فأجاب : اُريد أن يراني الناس حتّى تطمئنّ
القلوب ويرتاح البال ولو جزءاً يسيراً.
كنت جالساً في غرفته بجواره ، فدخل عليه
رجل طاعن في السنّ من عوامّ الناس ، فقال بعد السلام والترحيب : سيّدي ، اُعرّفك
بنفسي ، أنا غلام الدلاّك ، وأودّ أن أذكر لك قصّة من حياتك ، كنت دلاّكاً في
حمّـام عامّ ، وكنت أيّام شبابك تأتي مع أولادك الصغار السيّد محمود والسيّد جواد
إلى ذلك الحمّـام ، فدخلتم يوماً ورأيت أطفالا فسألتني عنهم ، فأخبرتكم أنّهم
أيتام ، فقلت لأولادك لا تنادوني بكلمة (بابا) رعايةً لمشاعر هؤلاء اليتامى ، ثمّ
أعطيتني نقوداً لأشتري لهم لوازم قرطاسية لمدرستهم ، فاشتريت لهم ذلك. أجل ، لم
يكن بينه وبين الناس حاجب ، كان بابه مفتوحاً دائماً للوافدين والمراجعين ، رجالا
ونساءً ، لا أنسى تلك الساعة التي كنت عنده قبل رحلته بيومين حينما دخلت عليه عجوز
لأداء خمسها ، فطلبت منه أن يشفع لها يوم القيامة ، فقال (قدس سره) : إن كنت من
أهل الشفاعة سأشفع لكِ. كان شفيقاً بأعدائه ، فكيف لا يداري أحبّائه وأصدقائه؟
حدّثني يوماً عمّـا جرى عليه من حسّاده
وأعدائه ، حيث كان يأتمّ به عشرات الصفوف في الصحن الشريف ، وآل الأمر إثر وشاية
الأعداء وسعاية الحسّاد أن يأتمّ به نفرٌ قليلٌ من المؤمنين ، فصبر وقاوم حتّى
عادت الاُلوف تصلّي
نام کتاب : طالب العلم والسيرة الأخلاقية نویسنده : العلوي، السيد عادل جلد : 1 صفحه : 153